التمرد بداية قصة ”شيماء على” نحو اكشتاف العالم

لم يتبقى سوى أربعة أشهر على دخولها لعمر الثلاثين المرعب للأمهات المصريات، فكلهن يحلمهن بالفارس الذي يخطف بناتهن على الحصان الأبيض، ولكنها عكست الدرب المألوف  ليأتي اختياراها لحضور مؤتمر تابع للعمل في فنلدا البداية الجديدة التي قررت "شيماء على" السير فيها وتكون الخيط الأول لسلسة من السفريات التي بدأت في 2012 وامتدت حتى الآن.

كان فيلم الممثلة الأمريكية "جوليا روبرتس" EAT PRAY LOVE المحرك الرئيسي لشيماء نحو كشف الذات ومعرفة ما ترغب "أنا حعمل كل اللي في نفسي لحد ما ألاقي نفسي"، فبدأت رحلة البحث عن السفر بأقل التكاليف حتى وصلت إلى موقع "كاوتش سيرفنج- CouchSurfing "، الذي من خلاله تتمكن أن يتم استضافتها في بيوت أهل البلاد والاستغناء عن بند مصروفات الفندق، وقامت بسحب مبلغ 12 ألف جنيها "دفعت 8 آلاف جنيه في أربع تذاكر طيران وتذكرة اتوبيس، (طيران القاهرة فنلندا) (طيران فنلندا باريس) (أتوبيس باريس امستردام) (طيران امستردام روما) (طيران روما مصر)".

لمدة 16 يوميا جالت أربعة دول وهم  فنلندا وهولندا وباريس وإيطاليا "اكتشفت نفسي وحسيت أني انسانة قوية، مريت بمشاكل وحليتها ومواقف قدرت اتجاوزها"، بدأت خطوات تعلم الجديد تتوالي لدي ابنة محافظة الإسكندرية، فتعلمت التصوير الفوتوغرافي وانتهى بزواجها من زميل العمل الذي جمعهم شغف التصوير "اتجوزت وأنا عندي 31 سنة والحمد لله عايشة معاه حياة زي ما كنت بحلم بيها بالظبط".

وأتت محطة travel with shee صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لتشجيع البنات للسفر بمفردهم، ويتم تبادل الخبرات على الصفحة من قبل من سبق لهن السفر وأخريات تستعد للسفر لأول مرة وتفعيل ذلك بواسطة عقد الاجتماعات الشهرية التي تنظمها مؤسسة الصفحة "أنا سافرت كتير بس اتعلمت حاجات كتيرة من الاجتماعات"، مؤكدة على أهمية هذه الاجتماعات فيما يتعلق بتشجيع البنات للسفر وتبادل الخبرات. 

وظلت رسالتها الدائمة للبنات " السفر متعة وقد يكون أجمل حاجة في الحياة لازم تجربيها ولازم تجربيها لوحدك" ووصل عدد المشتركات على الصفحة  التي تم تدشينها في شهر يونيه 2015 حتى الآن إلى 57 ألف مشترك.

في مصر والعالم العربي تجربة سفر الفتيات بمفردهن مرفوضة اجتماعيًا ودينيًا، ويقف الأهل أمام رغبة البنات من دافع الخوف والعادات والتقاليد، تحدثت "شيماء عن هذه النقطة"، موضحة  أن اقناع الأهل يتطلب ثلاثة أشياء هما الصبر والهدوء والذكاء "البنت لازم تكون فاهمة أننا مجتمع شرقي وطبيعى رفض الأهل في البداية"، أي لابد من استخدام آلية الهدوء في الاقناع لكي تصل بالأهل إلى مرحلة الإنصات، بالإضافة إلى الذكاء في اختيار الوقت المناسب للتحدث.

في سياق متصل أوصت مؤسسة المبادرة بأن اقناع الأهل يتم تدريجيا ففي حالة رفض الأهل لسفر البنت بمفردها فتقوم بالسفر خلال مجموعة  "مش شرط أول مرة تكون لوحدها".

وفيما يتعلق بتوفير المال اللازم للسفر، أوصت شيماء بإعادة ترتيب الأولويات حتى ياتي السفر في أعلى القائمة ويتم الاستغناء عن بعض الأشياء مثل شراء الملابس لتوفير الأموال اللازمة للسفر "بدأت السفر منذ 2012 وبدأت أعيد ترتيب أولوياتي"، موضحة أهمية استغلال المهارات الفردية واستخدامها للحصول على المال " اللي بترسم مثلا تعمل لوحات وتبيعها".

منهية حديثها مع "احكي" موجهة مجموعة من النصائح للفتيات قبل السفر أهمها التخطيط الجيد للبلد المراد السفر إليها من خلال البحث المكثف عن البلد للوصول إلى المعلومات الأساسية، ذاكرة موقع "كاوتش سيرفينج"، هو شبكة إجتماعية للبحث عن ضيافة أو عرض ضيافة أحد المستخدمين حول العالم، فبعد تسجيل الدخول في الموقع، يقوم بعرض بعض النقاشات حسب المدينة التي يواجد المستخدم فيها، يمكن للمستخدم إنشاء طلب يبحث فيه عن مستخدم يقوم باستضافته أو يعرض فيه استضافة أحد المستخدمين، كذلك يمكن إنشاء أحداث معينة ونشرها في الموقع لتظهر للمهتمين بمدينة معينة.