هاما الحناوي ”مصممة الملكة رانيا” التي جمعت بين التراث والعصرية
الأكثر مشاهدة
بتصميمات نقشت عليها "مصنوعة في الأردن بشغف فلسطيني"، استطاعت الأردنية هاما الحناوي أن تصنع لنفسها اسما وعلامة تجارية ميزت أعمالها، رغم اعتمادها على موهبتها وتعلقها بالتراث.
لم تكن البداية تنبئ بالحال الذي وصلت إليه الحناوي، فقد درست إدارة الأعمال بالجامعة، وعملت في مجال الأجهزة الطبية لفترة طويلة، ولكن زيارة غير متوقعة إلى فلسطين، الموطن الأصلي الذي تحمل جزءا منه داخلها، جعلتها تفكر في أبسط الأشياء التي يحاول المحتل أن ينسبها لنفسه، ليترك بلادها مدينة بلا تاريخ.
عندما عادت محملة بذكريات وتفاصيل، أدهشها ثراء التراث الفلسطيني، وأزعجها وأثار غيرتها أن يقوم أحد مصممي الأزياء الإسرائيلين باستخدام "الحطة"(الكوفية الفلسطسنية) وعليها نجمة داوود على أزيائه، ويحصل بها على أفضل تصميم في أسبوع الموضة بنيويورك، لتنوي بعدها أن تتبنى مشروعا يحافظ على التراث والتاريخ من محاولات سرقته.
تصميم الأزياء موهبة لم تتعلمها الحناوي، ولكنها عملت على تطويرها بالقراءة ومتابعة خطوط الموضة العربية والعالمية، حتى استطاعت في يونيو 2011 أن تطلق أول عرض أزياء خاص بها في السفارة الأمريكية بالأردن، بعد أن زارتها زوجة السفير ورأت أن الأزياء التي تصممها تستحق أن يتم الاحتفاء بها في عرض خاص، وكان موظفو السفارة وزوجة السفير هم عارضات الأزياء، وقتها شعرت بتميز ما تقدمه.
في كل تصميم أو قطعة تقدمها، يجب أن تضمن التراث الفلسطيني والأردني والخيوط العربية، وتصب تركيزها على إلاز الروح العربية بطريقة مبتكرة، وعبر ملابس عصرية ليست تقليدية أو فلكلورية، حتى يسهل للجميع ارتداءها، فقد تضع أبيات قصيدة على فستان للسهرة، أو تستعمل تطريز ونقوش الزي الفلكلوري في "جاكت" للخروج، الهدف هو أن تجعل التراث حيا في ثقافتنا اليومية.
شاركت في أسبوع مرسيدس للموضة عام 2012، كما قدمت عرض أزياء بأحد فنادق عمان برعاية الأميرة علياء في 2012، وبفضل التصميمات، التي لها سحر شرقي خاص، أصبحت هاما الحناوي المصممة المفضلة للملكة رانيا العبد الله، وتولت ظهورها في عدد من المناسبات، كما صممت لها الزي الخاص يوم الاحتفال بعيد الاستقلال الوطني في 2016، ويوم تخرج الأمير حسين.
نالت هاما لقب "مصممة الملوك" بعد أن صممت للملكة ماتيلد، ملكة بلجيكا، زيا خاصا، وبعدما أسست دار هاما للأزياء، تمكنت من نشر العلامة التجارية الخاصة بها في كندا والولايات المتحدة وجنيف والسويد وبلجيكا وألمانيا والخليج والأردن ولبنان، كما شاركت في افتتاح أسبوع الموضة بميلان.
تعتبر هاما السيدات، وخاصة الفلسطيينيات هن مصدر الإلهام لتصميماتها، فمن خلال ملابسهن تعمل على تطوير عملها، ووزيادة الوعي بأهمية التراث والاعتناء بثقافتنا العربية، كما اهتمت بقضايا المرأة ومحاولات تقديم لها ادوات التمكين والتطور، فساعدت السيدات اللاجئات في المخيمات، وأشركتهم بمشروعها وقمات ببيع المنتجات التي عكفت على تدريبها عليهم، للدرجة التي جعلت عدد من المنظمات غير الحكومية يعتبرونها مستشار في مجال تمكين المرأة.
الابتكار واللجوء إلى الجديد في التصميمات، يشغل كثير من تفكير هاما، فهي تحاول أن تخلد التراث وتحميه من محاولات السرقة، وترزع الارتباط به والانتماء إليه في الأجيال الجديدة، فقامت بالاستعانة بأبيات قصائد الشاعر زاهي وهبة، وزينت بها تصميماتها، كما اعتمدت على الطبيعة واهتمت بإضافة كروم العنب وأغصان الزيتون على قطع الملابس.
وكان لهاما بصمتها في ظهور طاقم عمل فيلم "ذيب" بمهرجان فينيسيا وغيره من المهرجانات العالمية، حبن صممت زي له طابع أردني فلكلوري مميز بخطوط عربية واضحة، وتتمنى أن يأخذ التراث حقه في الحفاظ عليه، والعمل على تطويره وصيانته من محاولات السرقة والإفساد.
الكاتب
هدير حسن
الإثنين ١١ سبتمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا