”داليا عادل”.. تترك الاستقرار الوظيفي لتلحق بشغف اليوجا
الأكثر مشاهدة
يبحث الجميع عن الاستقرار الوظيفي من أجل البقاء والاستمرار في العمل، بينما يذهب القلة خلف شغفهم، وانطلاقًا من ذلك اتخذت "داليا عادل" قراراتها من منطلق الحب وليس الخوف، وتركت المنصب الرفيع كمديرة المشروعات الإقليمية بالمجلس الثقافي البريطاني وذهبت إلى شغفها وأصبحت مدربة يوجا.
بنبرات صوت مختلطة بالثقة استهلت "داليا عادل" خريجة كلية الإلسن قسم اللغة الإنجليزية مشوارها الذي يحمل بين طياته المخاطرة والمغامرة، والذي بدأته بتدريس اللغة الإنجليزية لأكثر من فئة عمرية، ثم التحقت بالعمل في المجلس الثقافي البريطاني منذ 2004، متدرجة في أكثر من منصب وظيفي، "بفضل في الشغلانة لغاية ما اتعلم منها اللي ممكن اتعلمه وأديها كل اللي ممكن أديه".
غاب الحماس عن معادلة العمل، ووضع صاحبة الـ44 عامًا في حيرة بين الاستمرار في العمل من أجل الأمان أو التخلي عن ذلك والبحث عما تريده، توقفت لفترة من الزمن وبدأت تتصارع الحوارات بداخلها، ففكرت في الحصول على هدنة من العمل أو تغيير وتوزيع الأدوار "بدأت أحس أن الموضوع أكبر من كدا"، وعقب ذلك بسنة من التأمل المكثف وصلت إلى قرار يصفه البعض بالمجنون وقامت بتقديم استقالتها في أبريل 2016.
يعتبر التأمل من أكثر الآليات التي ساعدت "داليا" في الوصول إلى قرارها، ويقصد به –رحلة إدراك الذات والمساعدة على فهم الأفكار والتعامل-، إذ يتخلص بها من التفكير المستمر فى المشاكل المحيطة به، والضغوط النفسية، ثم بدأت المرحلة التالية لترك العمل وهي البحث عما تريد، فقادها التفكير إلى مجال "لايف كوتشينج"، وهو التدريب على إدارة الحياة.
يأتي القدر ليلعب دوره في المعادلة فتعرضها لـ"انزلاق غضروفي" كان سبب ممارسة داليا لليوجا منذ 12 عامًا لم تتوقف عنها، ولمست العديد من الفوائد على صعيد الجسد والروح، وعرفت الهدف الأسمى لليوجا بأنه اتحاد روح الفرد مع روح الله.
وعقب ذلك حصلت داليا على كورس تدريس يوجا، ومن ثم دخلت إلى ميدان تعليم اليوجا في أكثر من مركز، كما أنها لديها صفحة " " The Inner Journey with Dalia Adelعلى موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك
كلمات يغلب عليه الحماس، استرسلت مدربة التأمل في الحديث عن أهداف اليوجا التي تعني الاتحاد، وتمثل الهدف الأول في إدراك النفس وإدراك الله، إلى جانب تعزيز القدرة الشخصية على التصور والإدراك، وعلى الصعيد الجسدي، أوضحت أنها تهدف إلى الحفاظ على صحة الجسم ولياقته، ومرونته؛ فمن الممكن أن تساهم في تخفيف آثار بعض الأمراض كالسرطان، وألزهايمر وأمراض القلب.
وأجابت خريجة كلية الألسن على السؤال المتعلق بأنواع اليوجا، بأنه يوجد أكثر من نوع، ناصحة من يقدم على ممارسة اليوجا بالبدء بالهاتا او الكونداليني.
وعقب الحديث عن أنواع اليوجا، صمتت داليا برهة من الزمن وقالت : " اليوجا ليست للتصفية الروحية فقط بل أسلوب حياة"، فلم تفصل بين اليوجا وكافة الأنشطة الآخرى الموجودة في حياتها، بل استشهدت بأكثر من حالة ساعدتها اليوجا على تجاوز بعض مشاكله منها إحدى الممارسات التي كانت تعاني من الكلام بشكل متتالي ومستمر وبعد مزاولة اليوجا تغير كلامها إلى الأفضل ووصلت إلى إيقاع الحديث المنضبط.
تخلل حديثها مع (احكي) أمنية الذهاب إلى الهند أصل اليوجا، فهي مرتبطة بالروحانيات الهندية منذ ما يقرب من خمسة آلاف عام، واستشهدت بما يطلق عليهم Guru's names أي المعلمين الروحيين الذي تتأثر بهم، وهم (يوجي باچان، پاتنچالي، پارمهنس يوجانندا سوامي ڤيڤكانندا، سواتمارام).
وفيما يتعلق بتقبل المجمتمع المصري لممارسة اليوجا، قالت المدربة أن المجتمع المصري بدأ في تقبل وممارسة اليوجا مستشهدة بالمراكز الكثيرة المتخصصة في تدريب اليوجا والتأمل، مختتمة حديثها برسالة إلى الفتيات "استخدمي الخوف عشان يدفعك لقدام مش عشان يكلبشك لورا، آمني بقدراتك، تواصلي مع روحك ومع الصوت اللي جواكي وأسمعيه وصدقيه وأمشي وراه".
الكاتب
سمر حسن
الثلاثاء ١٢ سبتمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا