”روان بركات” كفيفة أنارت عقول أطفال الأدرن
الأكثر مشاهدة
"بدل لعن الظروف والتفكر فيما ينقصنا، علينا أن نركز على ما نملك ونستغله بالطريقة السليمة" قناعة ذهبية آمنت بها روان بركات، الشابة الأردنية، التي ولدت فاقدة للبصر، ولكنها ملكت البصيرة والرؤية، والحلم.
درست روان، التي تخطت الثلاثين بقليل، الفنون المسرحية، واستطاعت أن تستغل قدرتها على تقديم محتوى شيق لجمهور واسع في توفير خدمة للاطفال افتقدت وجودها في صغرها، وتمنت أن يهتم أحدهم باصحاب الإعاقة البصرية، ويمنحهم الفرصة للتعرف على ثقافات وعوالم أخرى من خلال القراءة.
"فكرتي بدأت من حاجة شخصية، كنت أتمنى تتوفر لي فرصة لقراءة الكتب الثقافية" ومن هنا، قررت روان أن تهدي الأطفال ما لم تحصل عليه، فكانت الفكرة في مبادرة تقوم بتسجيل الكتب، وتقدم المحتوى المكتوب مسموعا، ليتمكنوا من الثقف والتعلم والمعرفة، التي حرمت منها، واختارت الكتب المسموعة لتكون وسيلة للأطفال أصحاب الإعاقة البصرية وغيرهم من الأطفال العاديين.
حتى تسمح الكتب الصوتية لمزيد من الخيال والمعرفة، ومنح الفرصة للأطفال فاقدي البصر على أن يندمجوا في التعلم مع الأطفال العاديين، رأت أنها بديلا أفضل من طرح هذه الكتب الصوتية بطريقة "بريل"، حتى يستفيد منها كل الأطفال، ويصبح لديهم القدرة على التواصل بطريقة أفضل من خلال السمع والتفكير والتخيل.
طورت روان فكرتها، التي خطرت ببالها في 2005، وقررت أن تحولها إلى مؤسسة مهتمة بتنمية طرق تعليم الأطفال، وليس فادي البصر وحدهم، وأنشأت في 2009 مؤسسة "رنين"، وحاولت من خلالها أن تقنع الأهالي والمدارس الأردنية على إدماج المكتبات الصوتية ضمن المكتبات المدرسية.
خبرتها في مجال الفنون المسرحية، جعلها قادرة على الإشراف على المحتوى الذي تقدمه المؤسسة بنفسه، والذي يقوم بتأديته بشكل تطوعي ممثلون محترفون، وتحرص على تقديمه في قالب إحترافي يراعي الصوت والموسيقى والمؤثرات.
على مدار أكثر من 6 سنوات، تمكنت روان من خلال "رنين" أن تقنع 150 مدرسة أردنية بإدماج مشروع الكتب الصوتية داخلها، الذي استفاد منه طوال السنوات الماضية أكثر من 30 ألف طالب وطفل أردني من بينهم 350 طفل كفيف، كما عملت المؤسسة على تدريب 600 مدرس على طرق التعليم المبتكرة والتي تسمح للطفل بالتدبر والتفكير والإبداع.
لم تعد "رنين" تهتم فقط بإنتاج الكتب الثقافية المسموعة للأطفال، ولكنها تعمل على إحداث تغيير في المنظومة التعليمية، وبدأت تدرب الأطفال من خلال ورش عمل ومسرحيات تفاعلية، إلى جانب الأعمال التطوعية والأنشطة المختلفة، كمحاولة لإيصال المعلومة وتنمية المهارات، وخاصة، الاستماع التي تتأثر كثيرا بوسائل الاتصال المرئية المنتسشرة في المنازل.
ثقة بالنفس، وقدرة على التحدي والحلم رغم إعاقة قد تفقد أخرون الرغبة في الاستمرار بالحياة، ولكن روان أدركت أن فقدانها للبصر لا يعني فقدان الأمل والحياة والرغبة في العمل من أجل الأخرين والتطوع، لتترك بصمة مؤثرة وطاقة أمل لغيرها، وحلم تتحدث عنه بحماس وشغف قادر على إبهار الجميع.
حصدت "رنين" جائزة الملك عبد الله الثاني للإنجاز والإبداع الشباب عام 2009، كما نالت جائزة "سينرجوس" للمبدع الاجتماعي عام 2011، وجائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للشباب العربي عام 2013، وزمالة أشوكا للمبدعين الاجتماعيين عام 2014.
الكاتب
هدير حسن
الإثنين ١٨ سبتمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا