”ماريا توربكاي” بطلة باكستان الأولى في الاسكواش المهددة من ”طالبان”
الأكثر مشاهدة
في السنوات التي أُرغمت فيها على المكوث بالمنزل، بعد أن هددتها "طالبان"، لم تفارق توربكاي مضربها، وظلت تتدرب على جدران المنزل حتى أتتها الفرصة المناسبة، التي جعلتها بطلة باكستان في الاسكواش.
في جنوب وزيرستان، الإقليم الذي يقع شمال غرب باكستان، وعلى حدود أفغانستان، في منطقة يحكمها الطابع القبلي، ولدت ماريا توربكاي في 22 نوفمبر 1990، لعائلة تحترم حقوق المرأة وحريتها، فوالديها معلمين، واختها عائشة جولالاي، نائبة في البرلمان الباكستاني.
وبسبب الطبيعة القبلية للمنطقة التي تسكنها، والتي تحرمها وغيرها من الفتيات من الخروج للعب، قررت أن ترتدي ملابس أخيها لتبدو كالأولاد حت يُسمح لها بالخروج، وهو ما وافقت عليه أسرتها، وظلت تتخذ من الهيئة الصبيانية ستارا لشخصيتها منذ كانت في السابعة من عمرها، حتى قامت في إحدى المرات بإحراق كل فساتينها، وقامت بحلاقة شعرها، واعتبرت نفسها ولد.
"جينكيز خان" الاسم المستعار الذي اختاره له والدها كي تشارك في مسابقة لرفع الأثقال عام 2002، وفازت في البطولة، ولكنها لم تستمر بهذه اللعبة، فقد جذبتها الاسكواش، حين كانت في الـ 12 من عمرها، وعندما أرادت التعلم في أكاديمية الاسكواش كان هناك ضرورة لإصدار شهادة ميلاد توضح هويتها الحقيقية، وأنها "بنت"، فتخلت حينها عن المظهر الصبياني قليلا، وكانت ماريا الفتاة الوحيدة بالأكاديمية فلا مدربة أو طالبة، مما جعلها عرضة للسخرية والمضايقات.
استمرت ماريا بالتدريبات، وقررت عام 2006 أن تتجه إلى الاحتراف، ولكن بسبب عدم التزامها بالحجاب قررت حركة "طالبان" أن تستهدفها، وتطالبها بالتزام الحجاب وبدات تتعرض حياتها للخطر، للدرجة التي فقدت معها ماريا الشعور بالأمان، ومع ازدياد الخطر كان القرار بالمكوث في المنزل وعدم الخروج، لمدة طالت حتى 3 سنوات، لم تتخل فيهم عن مضربها ولم تترك جدارا في منزلها إلا وتدربت عليه، حتى قررت أن تتجه إلى الاحتراف الدولي، وتلتحق بأكاديمية للاسكواش في كندا لتهرب من تضييق "طالبان".
حصلت عام 2009 على المركز الثالث في بطولة العالم للاسكواش للسيدات، وتعتبر ماريا أول فتاة تمثل باكستان بالبطولات الدولية، وعام 2012 أصبحت الأولى في اللعبة ببلدها، وفي 2013 كانت الواحدة ضمن 3 باكستانيين من الأفضل في العالم، وكان تصنيفها يأتي في المرتبة 56 بين لاعبات العالم.
منحها الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف جائزة السلام الباكستانية، كما نالت جائزة صوت الأمل لسنوية من السيدة الكندية الأولى لورين هاربر، وأنشأت ماريا مؤسسة تشجع الأسر على تعليم الفتيات الرياضة، ورغم استقرارها بكندا إلا أنها تعتبر مدافعة عن حقوق المرأة الباكستانية.
الكاتب
هدير حسن
الثلاثاء ١٠ أكتوبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا