علا حسن تتحدى وزنها بـ ”100 يوم دايت”
الأكثر مشاهدة
"كل اللي حواليا عارفين أني بحب الأكل.. وبيتريقوا عليا لما اقول أني هخس" لذلك قررت أن تتحداهم، وتتخلص من وزن فرض عليها كثيرا من القيود المجتمعية، ووضعها في مواجهة التلميحات والنظرات التي تؤلم أكثر مما تحفز وتساند، فكانت علا حسن، صاحبة الـ 28 ربيعا، المشجعة لنفسها، والداعمة لغيرها.
94 كيلوجراما، وزن وصلت إليه علا، حين كانت في مرحلة الدراسة الجامعية،بعد سنوات من عادات غذائية غير صحية، وحب كبير للأكل، كانت ترفض خلالهم أنظمة التخسيس، معتقدة أنها تسبب الأنيميا، ولكن بعد نصيحة من أحد الأقارب قررت أن تخضع لنظام غذائي صحي بالمتابعة مع أحد الأطباء، وبعد 6 أشهر وصل وزنها إلى 54 كيلوجراما.
تحدت علا نفسها، واستطاعت أن تخسر 40 كيلوجراما، واستعدت لبدء حياة جديدة مع بداية عام 2010، واعتقدت أن وزنها هو ما كان يعيقها "مكنتش متقبلة نفسي، وشايفة أنه مشاكلي كلها هتتحل لما أخس"، وأصبح لديها هاجس البحث عن الوزن المثالي.
كانت الأمور تسير على ما يرام، ولكن المرور بضغوطات نفسية واجتماعية، عرض علا لزيادة الوزن مرة أخرى، فمع حلول عام 2013، بدأت تكسب كيوجرامات أخرى، حتى بلغ وزنها الـ 115 كيلوجراما في 2016، غير مكترثة ورافضة لفكرة الاهتمام بصحتها والحرص على الجسم المثالي، الذي كان طموحها يوما ما.
مرت علا بتجربتي خطوبة لم تكتملا خلال عام واحد، كان لهما أثر سلبي على توازنها النفسي، فبسبب إصابتها بضعف العضلات، وتناولها الكورتيزون زاد وزنها قليلا عن الـ 54، ولم يعجب ذلك خطيبها ووالدته، وبدأت تلميحاتهم وتعليقاتهم تنال من روحها، "كان يقولي لو نزلتي الـ 10 كيلو اللي طخنتيهم بسرعة، هكتب الكتاب فورا" فوضعها تحت وطأة الضغط النفسي ومحاولات الوصول للوزن الذي يطمح إليه "كنت بحرم نفسي عشان أوصل للوزن اللي خاطبني عليه".
أعقب الفشل في العلاقات العاطفية، رغبة في عدم التقيد ورفض للأنظمة الغذائية و"الدايت"، مما أثر بصورة سلبية على صحتها، فتراكمت الدهون على كليتها واضطرت للخضوع للعلاج، "الدكتور وقتها قالي حرام عليكي نفسك أنتي لسه 27 سنة" فعلا لم تعد تستطيع صعود الأدوار العالية، وتشعر دوما بضيق التنفس وتهاجمها آلام الظهر والقدم.
العودة للمتابعة مع أحد الطباء ومحاولة الالتزام بنظام غذائي بعينه، فكرة لم ترق إلى علا كي تتخلص من وزنها، كما أن اللجوء إلى عمليات المعدة للتخلص من الوزن لم تناسب حالتها، ففكرت أن تصنع لنفسها نظاما خاصا، وتجمع المعلومات عن الطرق الصحية لتناول الطعام، وكيف تأكل ما تريد ولا تحرم نفسها، مع قليلا من المشي، حتى نزل وزنها خلال أقل من عام إلى 88 كيلوجراما.
"كتير عاوزين يخسوا ومش عارفين، ومعندهمش الوقت ولا المقدرة والإمكانيات المادية يروحوا للدكاترة أو يعملوا عمليات" لذلك أرادت علا أن تساندهم وتشاركهم تجربتها عبر مجموعة خاصة (جروب) على موقع فيسبوك أسمتها "تحدي 100 يوم دايت"، تنشر عليها صورة كل وجبة غذائية تتناولها لتشجع غيرها، وتقدم لهم المعلومات التي تساعدهم على خسارة وزنهم، من خلال خبرتها ومتابعة طبيبة صديقة لها.
مرت علا بمراحل مختلفة من فقد الوزن لزيادتها مرة أخرى، لمحاولة العودة إلى وزن صحي، أدركت خلالها "مفيش وزن مثالي.. أنا عاوزة أخس عشان صحتي"، لم تكن تتقبل شكلها، وتعتقد أن مشاكها ستحل بمجرد التخلص من الوزن، الذي يجعل آخرون يطلقون عليها "مدام"، أو يعرضها لسماع مقولة "مفيش مقاسك هنا" فور دخولها إلى أحد محلات الملابس، حتى النظرات والتعليقات التي كانت تقال بعفوية داخل المنزل، ولكن كانت تصيبها بالإحباط والقهر.
"لما خسيت مفيش حاجة اتغيرت، المشكلة أني مكنتش متقبلة نفسي ولا حابها" رغم معاملة المحيطين معها بطريقة مختلفة، "المعاملة بقت كلها ذوق واحترام"، متذكرة كيف كانت السخرية من وزنها هي المتصدر لتعاملها مع عائلتها والمقربين لها، واضطرارها إلى مجاراة هذه السخرية "كنت بتريق على نفسي عشان أبلع وأقبل تريقتهم عليا"، مستنكرة أن يكون الشكل والوزن هما أساس التعامل في المجتمع، والقبول لدى الأخرين حتى في مقابلات العمل، وركوب المواصلات.
الكاتب
هدير حسن
الأحد ٢٩ أكتوبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا