هدير تختار العملية لتفقد 70 كيلوجراما ”عشان أبقى إنسانة طبيعية”
الأكثر مشاهدة
"المجتمع بيعاملنا إننا زبالة.. كائنات منبوذة أو متخلفين عقليا" رغم أن هدير لم تعد ممن يعاملهم المجتمع بهذه الطريقة، إلا أنها ما زالت تتذكر النظرة والكلمة والتلميح السلبي الذي تلقته بسبب سمنة عانت منها لسنوات.
قبل عامين، كانت هدير أحمد تعاني من وزن وصل إلى 130 كيلوجراما، وبعد تجربة أنظمة الريجيم والأجهزة التي تساعد على خسارة الوزن ولم تصل للنتيجة التي تتمناها، فقررت حينها التعايش مع الأمر الواقع، حتى صادفها إعلان في أثناء تصفحها لموقع "فيسبوك" عن جراحات السمنة، فبدأت في إعداد خطة لإقناع أهلها بإجراء عملية تتخلص بها من الوزن وتزيح عنها سنوات من السخرية والألم.
"أنا من المنيا والعملية عندنا معناها الموت" ورغم ذلك بدأت تعد خطتها لتقنع أهلها بإجراء هذه العملية في القاهرة، وجمعت عنها المعلومات وتواصلت مع من أجروها من قبل، وفي زيارة للدكتور بصحبة والديها تمكنت من إقناعهم، وتذكيرهم بآلام الركبة التي تعاني منها، والدهون التي تراكمت على الكبد، حتى حصلت على الموافقة.
30 دقيقة غيرت شكل حياة هدير، وفي يوم 25/10/2015، الذي اعتبرته يوم ولادتها، خضعت لعملية "تكميم المعدة"، لتكون نقطة التحول في حياتها، والحل الأفضل والأسرع من وجهة نظرها "بقيت بعدها إنسانة طبيعية"، فخلال 6 أشهر فقدت 70 كيلوجراما، ورأت وجها آخر للمجتمع، الذي طالما ما كان يضع وزنها في الاعتبار الأول ويقيمها على أساسه.
منذ فترة المراهقة واعتادت الاعتماد على تناول المأكولات السريعة، والمشروبات الغازية والحلويات، وتزيد الكميات مع فترات الاكتئاب والحزن، واعتبار الأكل الملاذ الآمن للهروب من الضغوط النفسية، وفي ظل توفر هذه النوعيات من الطعام داخل المنزل، سهل تناولها "في البيت كانوا معترضين على شكل جسمي، لكن مكنتش هبقى كده لو البيت كله ملتزم بالأكل الصحي".
"يا فشِلة.. كفاية أكل بقى.. إحنا نضحي بيكي على العيد بقى" كلمات ثقيلة ووقعها كان له الأثر السئ على نفس هدير، فمجرد نزولها للشارع أو احتكاكها بالأخرين، كان يصيبها بالضيق "محدش يأذي غيره بكلمة، ممكن تكون هزار لكن بتجرح"، فكثيرا ما تعرضت لموقف يرفض فيه سائق التاكسي جلوسها في الكرسي الأمامي، أو يرفض أحدهم التقدم لخطبتها بسبب وزنها، ويطلق عليها أحدهم "يا مدام"، رغم عدم زواجها وصغر عمرها، الذي لم يتعد الـ 27.
"أنا مكنتش عايشة" تكلفت العملية حينها 35 ألف جنيه، اعتبرت هدير أنها اشترت بهم صحتها "إخواتي وأهلي مش عايشين لي العمر كله، جسمي دلوقتي خفيف وبتحرك براحتي"، معتبرة أن مصيرها كان سينتهي لما آلت إليه حالة الراحلة إيمان عبد العاطي، أسمن امرأة في العالم.
قررت هدير أن تساند أخريات للتخلص من الوزن، وتساعدهم إما بترشيح نفس الدكتور، أو إمدادهم بالمعلومات التي تساهم في تحسين حالتهم الصحية، وتعمل على جمع التبرعات للحالات غير القادرة ماديا وتعاني من السمنة المفرطة، التي تؤثر على حياتهم بصورة سلبية "بساعدهم، وعاوزة أغير حياة كل الناس للأحسن".
الكاتب
هدير حسن
الأحد ٢٩ أكتوبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا