هديل اليماني.. صحفية يمنية لم تتسلم جائزة الشجاعة بسبب ”ترامب”
الأكثر مشاهدة
في اليمن السعيد، الذي بات حزينا محاصرا، استطاعت الصحفية هديل اليماني أن تواجه طبيعة المجتمع المحافظة وتعمل في مجال الإعلام، محتفظة بالعادات والتقاليد اليمنية، وحريصة على تمثيل ثقافة بلدها برقي وحب.
قبل عام 2011، كانت القنوات والوسائل الإعلامية في اليمن تنطق بلسان علي عبد الله صالح، الرئيس الذي أطاحت به ثورة الشباب اليمنية، حينها عبرت هديل لوالدها عن رغبتها في العمل بالإعلام، فكان جوابه هو الرفض القاطع والتام، ولكن أتى رحيل صالح بعد فترة حكم للجمهورية اليمنية استمرت لأكثر من 30 عاما، لتغير وجهة نظر الأب.
من ساحات التغيير، التي شهدت مطالبات الشعب اليمني بالحرية والكرامة، نمى الوعي لدى هديل، التي ولدت في 18 نوفمبر عام 1991، فشاركت في أنشطتها فتولت مسئولية الأمن ثم الغذاء، حتى أصبحت مسئولة إعلامية ضمن اللجنة الأساسية للساحة، رغم أن عمرها لم يتعد حينها الـ 19 عاما، لذلك تعتبرها هديل أساس تكوينها وتدين للساحة وللثورة اليمنية بكثير من الفضل "لولا الساحة لما كانت هديل موجودة الآن".
درست الإعلام بجامعة صنعاء، وفي قناة "يمن الشباب"، التي تعتبرها بيتها الإعلامي الأول، قدمت أولى برامجها "من وسط الزحام"، الذي استطاعت من خلاله أن تناقش القضايا الاجتماعية والثقافية، وأن تكسب قلوب المشاهدين بتلقائيتها وبساطتها واجتهادها.
وبعد عامين، انتقلت هديل إلى قناة الجزيرة، وأصبحت مراسلتها في اليمن، ومع بدء الصراع أصبحت هديل مصدر الخبر وعين الحقيقية، داخل البلد التي باتت تعاني آلام الحصار وويلات الحرب والنزاع السياسي، ورغم خوف العائلة وحرص الزوج استطاعت هديل أن تنال جائزة الشجاعة الصحفية لعام 2017 من مؤسسة الإعلام النسائي العالمي بنيويورك.
"سعدت بشدة بالجائزة، لأنني استطعت أن أمثل اليمن بإيجابية وأجلب لها الفخر"، ولكن لم تكتمل هذه السعادة، فبسبب قرار حظر دخول الولايات المتحدة الذي فرضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على بعض الدول العربية والإسلامية، لم تتمكن هديل من تسلم جائزتها، ولكنها اعتبرتها فخر تهديه للصحفيات اليمنيات اللاتي تعملن في ظل بيئة صعبة.
لا يقبل المجتمع اليمني، بسبب طبيعته المحافظة، عمل المرأة، وكن في البداية يستنكر عمل هديل بمجال صعب كالصحافة والإعلام، ولكن قدرتها على إثبات مهارتها، في ظل وضع ملئ بالتوترات والصعوبات اليومية والخوف من التعرض للقتل والألم اليومي، والتعامل مع معاناة المحاصرين في المحافظة اليمنية "تعز"، وغيرها من البلدان المحاصرة، حصدت هديل ثقة اليمنين، وباتوا يدافعون عن عملها.
تتلقى هديل دعما أسريا واسعا، فزوجها قبل بعملها كمراسلة رغم مجيئه بعد زواجهما بأشهر قليلة، وأسرتها تلحقها بالدعاء وتمنيات التوفيق، ولكن ما زال وضع بلدها يؤلمها "الحياة في اليمن أصبحت معدمة، فالجوع يملأ عيون الاطفال"، إلى حد أنها لم تعد تتحمل رؤية الألم وباتت ترفض ملذات الحياة ولا ترغب في مشاهدة التلفزيون أو حضور المناسبات الاجتماعية.
الكاتب
هدير حسن
الأحد ٠٥ نوفمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا