” الحاجة منى ” أقدم سيدة تبيع حلوى المولد النبوي في بين الحارات
الأكثر مشاهدة
" الحاجة منى " حلوانية أبًا عن جد، دخلت إلى عالم صناعة حلوى المولد النبوي منذ نعومة أظافرها، تشبعت وشربت الصنعة، وعرفت كل خباياها واسرارها، عشقتها وأحببتها على الرغم من انعزالها وانقطاعها عن مزاولة المهنة لفترة كبيرة، لكنها لم تتحمل فترة البعد أن تطول كثيرًا فعادت إليها مجددًا.
بدأت رحلة التعرف "الحاجة مني" بصناعة حلاوة المولد عندما كانت تبلغ من العمر 5 سنوات، نزلت مع والدها إلى محل عمله، بمنطقة "بين الحارات " وهي من أقدم المناطق الشهيرة بصناعة هذا النوع من الحلوى، فكنت تلعب وتلهو حوله، دون ان تعي جيدا اي شئ يختص بهذه المهنة.
كبرت منى وأصبحت شابة ناضجة تدرك كل ما يدور حولها، وتجمعت في رأسها كل المعلومات والأسرار الخاصة بصناعة الحلوى وطرق البيع والشراء وكيفية التعلم في سوق التجارة، ومن ثم أخدت أول قرار مصيري في حياتها، وهو نزولها إلى الشارع والوقوف مع والدها جنباً بجانب، تساعده وتتعلم منه، واستمرت في العمل معه حتى بلغت عمر الـ 16 عام، حتى جاءها العريس المنتظر، وخطفها على حصانه الأبيض، وطلب منها ترك الشغل من أجل الاهتمام ببيتها واولادها.
بالفعل نفذت منى رغبة زوجها، وتركت عملها، وأنجبت منه 4 أطفال بنتين وولدين، ولمدة 20 عام تفرغت لرعايتهم وتعليمهم وسهرت على راحتهم، حتى كبروا ووصلوا إلى أعلى المراكز، منهم من أصبح دكتور بإحدى الجامعات، وأخرى تمارس مهنة صناعة حلوى المولد النبوي مع زوجها.
بعد وفاة زوجها تعرضت "الحاجة منى " إلى صدمة شديدة، ومع توالى صدمات الحياة، لم تتحمل وأصابها مرض "الشلل الرعاش" وظلت طريحة الفراش ما يقرب من عام كامل، ولكن بعد فترة تفكير طويلة والتشاور مع أبنائها وجدت حل أزمتها في العودة للعمل مرة ثانية.
تقول " الحاجة مني " أن عملها مرتبطة فقط بفترة موسم الاحتفال بالمولد النبوي، وباقي السنة تعود لمنزلها وتهتم ببيتها، وهذا هو الحال السائد لمعظم العاملين بمجال صناعة حلوى المولد، فهم لا يعرفون صناعة أخرى غيرها.
وعن ما تتعرض له هذه الصناعة من أزمات علقت منى، أن خلال السنة الماضية، تضرر الجميع وخسر الكثير من أموالهم وبضاعتهم، بسبب أزمة السكر التى تعرضت لها البلاد، فكانت هناك حالة ركود تام ولا يوجد بيع وشراء، والجميع تعرض لخسائر فادحة يحاولون هذه السنة التعويض بعد حل الأزمة، لكن ظهرت معهم أزمة "الحبوب" لكن الجميع يحاول تجاوزها والتعامل مع الوضع.
أشارت إلى أن علبة الحلوى الكيلو العادية المكونة من " العلف السكينة "وهي" السمسمية، الفولية، الحمصية، جوز الهند، الاقراص، نوجا " لايتجاوز سعرها 45 جنيه، أما العلبة الكيلو الفاخرة المكونة من "الفسدق، البندق، مربي المسكرات، بجانب العلف السكينة " لا تتجاوز الـ 80 جنيه.
الكاتب
إلهام زيدان
الثلاثاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا