داليدا..الحورية الغامضة أسعدت الملايين وماتت منتحرة
الأكثر مشاهدة
عاشت 54 عامًا، غادرت الحياة بل باقية بين مريديها بصوتها الدافىء، لها محبين شتى بقاع الأرض، عبرت بأغانيها عن الحزن الدفين في النفس البشرية، عكست حبها لمصر بأغاني عدة، رددها المصريين في مناسبات كثيرة فنجد أغنية "حلوة يا بلدي" عنوان حب الوطن.
ولدت داليدا في شبرا لأبوين من المهاجرين وتعود أصولهما لإيطاليا، ووالدها هو بيترو جيجليوتي، كان يعمل عازفاً للكمان في أوركسترا أوبرا القاهرة، وتوفي عام 1945، وأثرت تجربة السجن الذي مر بها والدها انعكست على تعامله مع الطفلة فأصبح أكثر تشددا، فكانت تقول لوالدها أنها ذاهبة إلى الكنيسة بل تذهب إلى حبيبها، وتوفى والدها إثر جلطة في الدماغ، مر اسمها بمجموعة تغيرات فاسمها الحقيقي " يولاندا"، وتغير إلى "داليلة" لتصل إلى إسم "داليدا."
نتيجة لأعباء المعيشة تعلمت الكتابة على الألة الكاتبة وعملت سكرتيرة في شركة أدوية، كانت رغبة الشهرة لديها قوية، ورغبت في المشاركة في مسابقى جمال مصر 1954، بينما والدتها رفضت نظرا لظهورها بملابس السباحة، فأخفت الأمر على والدتها ، وذهبت وكانت المفاجأة أن تحصل على لقب جمال مصر 1954.
استمرت المتحدثة بتسع لغات، تعمل سكرتيرة في شركة الأدوية، وارتادت الاستوديوهات السينمائية بسبب اللقب الذي نالته بملكة جمال مصر، وقدمت بعض الأدوار الصغيرة، وكان مجئ فريق العمل الأمريكي لتصوير فيلم " The Story of Joseph and His Brethren" بداية دخولها إلى التمثيل وتم اختيارها لتقوم بدور "دوبلير".
1954 هو عام رحيلها من مصر إلى بلد السحر والجمال "باريس" رغم اعتراض الأهل، وواجهت العديد من المشاكل في البداية وقررت العودة إلى مصر مرة أخرى، بل وقف القدر بجانبها فرأها رجل يدعى "رولاند برجر"، وأقنعاها بالغناء بدلا من التمثيل، وبدأت في سلسلة النجاحات التي ما زالت مستمرة حتى اليوم، لها 500 أغنية باختلاف لغات العالم، وغنت عن مصر باللغة العربية 10 أغاني
رغم ما حققته من نجومية بينما خيم التعاسة على حياتها الخاصة، فتزوجت من الشخص الذي حبته، ولم يدوم زواجها سوى 10 أشهر فقط، وفي عام 1967 قابلت شاب إيطالي وتعلقت به، وكان مغني في مقتبل حياته ونتيجه لفشله مات منتحرا، وكانت داليدا أول من رأت جثته مغطاه بالدماء، كما أحبت رجل سبعيني ومات منتحرا هو الآخر.
ظلت فكرة التمثيل تراودها، ففي عام 1986 قدمت الفيلم المصري "اليوم السادس" من إخراج يوسف شاهين، اختتمت حياته برسالة " سامحوني الحياة لم تعد تحتمل، وماتت منتحرة إثر
جرعة زائدة من الأقراص المهدئة.
الكاتب
سمر حسن
الأربعاء ١٣ ديسمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا