منيبة مزاري.. باكستانية حققت أحلامها من كرسيها المتحرك
الأكثر مشاهدة
في فيديو تم وصفه بـ "التحفيزي" انتشر على موقع "يوتيوب"، وتداوله المستخدمون على مواقع أخرى، ظهرت الباكستانية منيبة مزاري على كرسي متحرك متحدثة إلى جمهور واسع لتجيب على سؤال "لماذا ما زلت على قيد الحياة؟".
تزوجت في الثامنة عشر من عمرها، حين لا تملك الرفضن فهي تنتمي لعائلة باكستانية محافظة، ولكي تسعد أبيها تزوجت، ولكنها لم تحصل على زواج سعيد، فبعد عامين من الزواج تعرضت منيبة لحادث سيارة، لأن زوجها غفا وهو سائق، فسقطت السيارة في حفرة، ولكنه استطاع أن ينقذ نفسه ويفر خارجا من السيارة دون أن يلتفت لينقذ زوجته منيبة.
تركت الحادثة آثارها على عظام كمبينة، فكسرت عظام معصمها وكتفها وجميع عظام صدرها، وكذلك العمود الفقرين الذي تسبب في فقدانها القدرة على الحركة مرة أخرى، وخلال شهرين ونصف أمضتهما في المستشفى، كادت منيبة أن تفقد الأمل، خاصة بعد أن أخبرها أحد الأطباء أن عليها ان تتخلى عن حلمها في أن تصبح فنانة "لن تستطيعي الرسم مرة أخرى".
أكمل الطبيب سلسلة الممنوعات التي لن تستطيع منيبة أن تحصل عليها مرة أخرى "المشي، الحركة، الحصول على طفل"، وهو المر الذي أرادته بشدة، عندها تساءلت "لماذا أنا على قيد الحياة؟"، ولكنها قررت ألا تستسلم لشعور اليأس والفقدان، فطلبت من أشقائها أدوات الرسم، لتعبر عما بداخلهن وتفرغ طاقتها في شئ تحب ممارسته.
كان الرسم هو العلاج، حينها قررت أن تعيش الحياة لنفسها، متوقفة عن فعل ما يرضي الآخرين، فبدأت في إعداد قائمة بمخاوفها لتتخلص منها، وكان الطلاق أكبر هذه المخاوف، ولكنها اتخذت القرار الذي حررها أخيرا، وانفصلت لتبدأ حياة جديدة، وتحقق حلمها، الذي بددته الحادثة، في أن تصبح "أم".
وجدت منيبة، صاحبة الـ 28 عاما، الحل "هناك أطفال في جميع أنحاء العالم، ينتظرون فرصة للحياة، ولهذا قررت أن أتبنى أحدهم"، فوزعت بياناتها بجميع المنظمات ودور الأيتام، وظلت تنتظر لعامين حتى التقت بابنها "شعرت بآلام الولادة عندما أخبروني أن هناك طفل يمكنني تبنيه"، كان حينها عمره يومان، ولكنه كان أملا جديدا لها في الحياة.
بسبب الإعاقة الحركية، يشعر كثيرون أنهم غير مقبول بهم في المجتمع، ولكن منيبة قررت أن تواجه المجتمع وألا تخجل "ظهرت في العلن، رسمت واشتركت بحملات عروض الأزياء، وقدمت البرامج في التلفزيون الوطني الباكستاني"، لم تترك الانهزام واليأس أن يتسلل إليها، فشاركت في حملات من أجل حقوق المرأة والأطفال، حتى اختارتها الأمم المتحدة لتكون سفيرة النوايا الحسنة للمرأة في باكستان.
اختارتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ضمن أقوى 100 امراة لعام 2015، وفي العام الذي يليه ضمتها مجلة فوربس لقائمة أفضل 30 شاب تحت عمر الثلاثين، إنجازات حققتها منيبة لأنها "تقبلت نفسي، فأدرك العالم أهمية ما أقوم به، فكل شئ يبدأ من داخلنا"، وتؤمن أن الحياة لن تسير دوما كما نتوقع، فهي اختبارات ومحن لن تكون سهلة.
في نهاية كلمتها، نصحت منيبة كل من سمع كلمتها "لا تمت قبل موتك.. عش الحياة ولا تستسلم"، فمن كرسيها المتحرك، ومن قلب محنتها، استطاعت أن تكون أول امرأة على كرسي متحرك تقدم عروض الأزياء، وتصنع علامتها التجارية الخاصة Muniba's Canvas، ولها موقعها الإلكتروني الذي تنشر لوحاتها وأعمالها الفنية من خلاله، وتربي طفلها ذا السبع سنوات، وتلهم الملايين.
الكاتب
هدير حسن
الإثنين ١٨ ديسمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا