الفرشاة أداة ”ولاء بدير” للتمرد والتعبير عن الذات
الأكثر مشاهدة
الكشف عن مكنونات النفس البشرية، وخروج المشاعر المختزنة إلى النور هدفها، تستخدم الفرشاة كوسيلة للتمرد على الواقع، لتخرج بلوحات تعبر عن الحرية المفقودة، تجعل من الرسم عالمًا موازيًا لها، الرسم التعبيري الذي يغلب عليه الذاتية المفرطة المدرسة الأقرب إليها في الوقت الراهن.
"ولاء بدير" ابنة محافظة البحيرة، تهوى الرسم منذ نعومة أظافرها "الرسم بيمثلي الحقيقة والحرية"، فينقلها الرسم إلى عالم مسالم يُحكم بقوة الخير والسلام عكس العالم الواقعي المحكوم بقوة الشر والدمار -حسبما وصفته-، وعلى الرغم من أن مجموعها لم يمكنها من الالتحاق بكلية الفنون الجميلة لم تيأس بل منحها ذلك مزيد من التحدي.
تزامنًا مع دراستها في كلية التجارة، تمارس "ولاء" هوايتها بشكل يومي لمدة لا تقل عن ساعتين "ممكن أقضي 3 أيام ورا بعض في الرسم من غير ما أحس"، تخلق مناخ يسوده الهدوء الممزوج بالموسيقى وتنفصل عن عالمها المحيط لتذهب بفرشتها إلى العالم الذي اختارته بشغفها، وكانت باكورة أعمالها التي تفتخر بها بورتوريه لأحد المرشحين في الانتخابات وكانت آنذاك في مرحلة الثانوية "مصدقتش اللي أنا اللي رسمته".
انتظمت في الرسم بشكل دائم منذ ثلاث سنوات، وتفضل الفتاة صاحبة الـ23 عامًا العمل من داخل المتحاف أو وسط الطبيعة الساحرة، ويعتبر الرسم بالنسبة إليها وسيلة للتعبير عن الذات، وانطلاقًا من هذا تعتبر حالتي الخوف والجمال من أكثر الحالات إلهامًا إليها.
عززت هوايتها بتعلم الرسم وأُسسه من خلال التعليم الأونلاين إلى جانب الكتب الذي تركز على تاريخ الفن ومدارسه المختلفة، التي لم تصنف نفسها حتى الآن إلى مدرسة فنية معينة، ومن الفنانين المفضلين إليها ذكرت الرسام الإسباني "فرانثيسكو جويا 1746- 1828 "،المشهور بلوحة "ساترن يأكل أبناءه" ذات الطابع الحزين، والرسام والفنان التشكيلي النمسوي "إجون شيلي 1890 – 1918" الذي استخدم الفن للتعبير عن ذاته.
نظرة فتاة شاردة مزوجة بتمرد، وخيوط متناثرة حولها كرمزًا للبحث عن الحرية، أقرب اللوحات إلى قلب الفتاة العشرينية لأنها تمثلها "بحب اللوحة ديه فيها تمرد وحرية"، فيغلب الطابع التمردي على جل لوحاتها، حيث تعتبر الفرشاة وسيلة للتمرد على القيود المفروضة من قبل المنظومة المجتمعية "النظام إحنا اللي نعمله".
اشتركت منذ شهرين في معرض مصر الدولي بلوحة لطفل نائم ومحاط بمشاعره المتناثرة "أنا مبحبش أحبس المتلقي في خيالي أنا"، ونالت الرسمة على إشادات كثيرة، كما حصلت في وقت سابق على المركز الأول على الجامعة ثلاث مرات متتالية، وشاركت في أسبوع فتيات الجامعات في محافظتي المنيا والمنصورة.
تترجم الإحباطات التي تتعرض إليها إلى لوحات ناطقة "الفرشة أداة وصل بتحررني من مشاعر معينة"، وذكرت دعم الأهل في معرض حديثها، خاصة أنها سوف تتفرغ للرسم بعد الانتهاء من تعليمها الجامعي هذا العام.
لم تغفل ابنة محافظة البحيرة العنصر النسوي من أعمالها "المرأة هتكون عنصر رئيسي في لوحاتي في المستقبل"، وخصصت المرأة بالذكر نتيجة القيود المفروضة عليها في المجتمع المصري، راغبة في الإسهام بتحرر المرأة من المنظومة الأبوية السلطوية حتى تصل بالمراة إلى مرحلة الاستقلال الفكرى مكسرة بفرشاتها التابوهات والصور النمطية المفروضة على الفتاة.
الكاتب
سمر حسن
الثلاثاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا