أسمهان صاحبة الصوت العذب و الرحلة الفنية القصيرة
الأكثر مشاهدة
في أواخر ثلاثينات القرن الماضي أطل علينا صوت ملائكي يمتاز بالقوة والعذوبة يسمى "أسمهان"
آمال الأطرش والشهيرة ب"أسمهان" ولدت في الخامس والعشرين من نوفمبر عام 1912 على متن باخرة كان تقل ووالدها ووالدتها وأخويها "فؤاد"و"فريد" من تركيا لجبل الدروز بسوريا إثر خلافات نشأت بينه وبين السلطات التركية.
يعود نسب" أسمهان" لعائلة "الأطرش" وهم من أمراء جبل دروز سوريا .
لم تستمر حياة الترف التي عاشتها "أسمهان" وأسرتها بالجبل فهاجرت والدتهم "الأميرة علياء" من سوريا لمصر خوفًا من بطش قوات الإحتلال الفرنسي بأولادها الصغار وعاشوا في شقة صغيرة بحي "الفجالة" .
تمتعت الوالدة بصوت عذب شجي مما جعلها تتغلب على حالة الفقر والضنك التي عاشوها عن طريق الغناء للنساء في حفلات الأفراح الخاصة لإعالة وتعليم أولادها الثلاثة.
ظهرت موهبة "أسمهان" الفنية مُنذ نعومة أظافرها حيث كانت تُغني في المنزل وفي المدرسة أغاني أم كلثوم وعبدالوهاب وأيضًا أغاني شقيقها الشاب فريد ( فريد الأطرش المُلحن والمغني المعروف) .
في إحدى الأيام كان المُلحن المعروف "داوود حسني" في زيارة لشقيقها "فريد" وسمعها تغني فطلب من "فريد" أن يُحضرها لتُغني أمامه فوافق وأحضرها فأعجب بصوتها مُنذ الوهلة الأولى وطلب منها إعادة الغناء مرة أخرى وعندما انتهت قال لها "كنت أتعهد تدريب فتاة تشبهك جمالًا وصوتًا توفيت قبل أن تشتهر لذلك أحب أن أدعوك باسمها أسمهان" ومن هنا أصبح اسمها الفني "أسمهان" ووقتها كانت تبلغ السادسة عشر من عمرها .
بدأت شهرة "أسمهان" فور مشاركتها لأخيها"فريد" بالغناء في كازينو"ماري منصور" عام 1931 وزاد الإقبال عليها أثر ذلك ولكنها توقفت إثر زواجها من ابن عمها" حسن الأطرش" والتي أنجبت منه ابنتها الوحيدة "كاميليا" وانفصلت عنه فيما لاشتياقها الشديد للفن.
عادت للغناء عام 1937 في دويتو غنائي مع "محمد عبدالوهاب" في فيلم "يوم سعيد" بعنوان : "مجنون ليلى" كما قامت أيضًا بالغناء في نفس الفيلم أغنية بعنوان "محلاها عيشة الفلاح" ولكنها لم تظهر في أي من الأغنيتين بداخل الفيلم وفي العام التالي 1938 قامت بتسجيل أغنية بعنوان" ليت للبراق عينًا" ضمن أحداث فيلم "ليلى بنت الصحراء" وأيضًا لم تظهر به .
ذاع صيت" أسمهان" ونافست العديد من المطربين المشهورين حينذاك وأبرزهم "أم كلثوم" وعُرف عنها أنها تعاونت مع العديد من الملحنين المرموقين مثل : محمد عبدالوهاب ورياض السنباطي ومحمد القصبجي وشقيقها فريد الأطرش الذي كان بمثابة الداعم لها ضد بطش أخيهم الأكبر "فؤاد" الذي كان من وجهة نظره أن الفن لا يليق بالأمراء.
شاركت "أسمهان " بالتمثيل والغناء معًا بفيلم "انتصار الشباب " مع شقيقها "فريد" وذلك عام 1941 ومن ثم شاركت يوسف وهبي و أنور وجدي بطولة بفيلم " غرام و انتقام" عام 1944 ولكن القدر لم يمهلها لاستكماله حيث توفت قبل الانتهاء منه مما إضطر "يوسف وهبي" لتغيير نهايته.
توفيت "أسمهان" في الرابع عشر من يوليو عام 1944 وهي بعمر الواحد وثلاثين عامًا تاركة إرثًا فنيًا رائعًا رغم سنين عمرها الفني القليلة وذلك إثر حادثة على طريق رأس البر بدمياط وانقلبت بها سيارتها في الماء ويقال أن تلك الحادثة لم تكن مُجرد حادثة عابرة ولكنها مُدبرة للقضاء عليها ولم يُعرف حتى وقتنا هذا من قام بذلك ولكن من المُثير للدهشة أنها توفيت في نفس المكان التي ولدت به وهو "الماء".
من أشهر أغنياتها :
1- يا طيور .
2- إمتى هتعرف .
3- يا حبيبي تعالى إلحقني شوف إللي جرالي .
4- ليالي الأنس في فيينا .
5- فرق ما بينا الزمان .
6- أنا إللي أستاهل كل إللي يجرالي .
الكاتب
منى أبو السعود
الأربعاء ٢٠ ديسمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا