أودري هيبورن.. من أعظم الأساطير النسائية خلال عصر هوليوود الذهبي
الأكثر مشاهدة
الجميلة التي كانت تعي قيمة الإنسانية، لم تكن صاحبة وجه نسائي آخاذ وطلة أنثوية فقط، بل كان لها رؤية وحلم، فلم يأتيها لقب "من أعظم الأساطير النسائية في هوليوود" دون جهد وعمل، ولادتها في بلجيكا وأصولها البريطانية، وإتقانها لخمس لغات جعل منها ممثلة مميزة ومنفتحة.
أودري هيبورن أو "جميلة الجميلات"، ولدت في بروكسل ببلجيكا في 4 مايو 1929، وبسبب عمل والدها وظروف الحرب العالمية الثانية انتقلت منها إلى إنجلترا وهولندا، فمع بداية الحرب عام 1939، واشتعال الأوضاع في دول أوروبا، كانت هولندا في اعتقاد والدته هي الملاذ الآمن.
التحقت أودري في هولندا بمعهد آرنم الموسيقي، وتعلمت الباليه في المدرسة الداخلية، ورغم صغر عمرها اشتركت في حركة المقاومة الهولندية، فكانت ترسل الطرود والرسائل، وتؤدي رقصات الباليه في التجمعات السرية مقابل جمع بعض التبرعات للحركة، وتعرضت بسبب أجواء الحرب وسوء التغذية إلى فقر الدم والأنيميا، وأصيبت بمشكلات في الجهاز التنفسي.
انتهت الحرب عام 1945، وتم تحرير هولندا وانتقلت أودري مع أسرتها إلى أمستردام، وكانت حينها العائلة الأرستقراطية تواجه الضيق المالي، خاصة بعد أن دمر الاحتلال منزلهم في مدينة آرنم، ولكن أودري استطاعت أن تلتحق بتدريبات الباليه على يد رائدة الباليه الهولندية سونيا جاسكل.
"الهولندية في سبعة دروس" فيلم تعليمي هولندي، وكان أول الأعمال السينمائية التي تقدمها أودري، فظهرت في دور مضيفة جوية خلال أحداث الفيلم في عام 1948. انتقلت هيبورن إلى لندن للبدء في منحة دراسية للباليه، ولكن بسبب تكوينها الضعيف الذي تأثر بسوء التغذية الناتجة عن أيام الحرب لم تستطع أن تكمل مشوارها مع فن الباليه، وقررت أن تركز جهودها على التمثيل والموسيقى.
قدمت عددا من الأعمال المسرحية، منها "صوص سيسيل"، و"الصوص اللاذع"، و"زر الحذاء العالي"، ثم قدمت من خلالها أدورا ثانوية في بعض الأفلام، مثل "الشوفان البري"، و"الضحك في الجنة"، و"زوجات شابة"، وقدمت دور راقصة باليه في فيلم "سر الشعب" عام 1952، ثم كانت النقلة الكبرى في بطولة فيلم "عطلة رومانية".
في عام 1953، بدأت مسيرة أودري الفنية تتضح، وتترك علامة مميزة ببطولتها الأولى في "عطلة رومانية"، الذي كان مقرر أن تلعب دورها إليزابيث تايلور، ولكن مخرج العمل ويليام وايلر أصر على هيبورن، مؤكدا "لقد امتلكت كل ما أبحث عنهن السحر والبراءة والموهبة، بالإضافة غلى كونها مرحة، فقد كانت ساحرة بكل المقاييس، وجعلتنا نقول إنها الفتاة المنشودة".
نالت أودري عن "عطلة رومانية" جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة، وجائزة البافتا، وجائزة جولدن جلوب، وجائزة الأكاديمية البريطانية للأفلام، وكانت مع العمل السينمائي تستمر في تقديم المسرحيات، فنالت في العام نفسه (1953) جائزة توني لأفضل ممثلة عن دورها في مسرحية "أوندين".
توالت أعمالها السينمائية الناجحة، فقدمت "سابرينا"، و"قصة الراهبة" 1959، و"الإفطار عند تيفاني" 1961، و"الأحجية" 1963، و"سيدتي الجميلة" 1964ن و"انتظر حتى يحل المساء" 1967، وسلسلة طويلة من الأفلام آخرها فيلم "دائما" عام 1988.
صنفها معهد الفيلم الأمريكي كواحدة من ثلاث أعظم نجمات عصرها، فكانت واحدة من القلائل الذين حصول على جوائز "الأوسكار، والإيمي، وجرامي، وتوني"، وحصلت على ثلالث جوائز بافتا لأفضل ممثلة بريطانية، وتم تكريمها من جمعية لينكولن سنتر للفيلم عام 1991ن وكانت عضو دائم في ترشيحات جائزة الأوسكار، ونالت جائزة البافتا للإنجاز الدائم عام 1992، وتم تجسيد سيرتها الذاتية من خلال دراما بعنوان "قصة حياة أودري هيبورن" عام 2000.
تزوجت أودري مرتين، الأولى من الممثل ميل فيرير وأنجبت منه ابنها شونن والثانية من أندريا دوتي وأنجبت منها لوكا دوتي، ولكنها انفصلت عنهما الاثنين، وأكملت حياتها في الأيام الأخيرة مع حبيبها روبرت وولدرز.
إلى جانب المشوارة الفني الزاخر بالنجاحات، كان للممثلة البريطانية مساهماتها في المجال الإنساني، فالتحقت بمنظمة اليونيسيف عام 1954، وعملت معها من أجل النهوض بالمجتمعات الفقيرة في إفريقيا وآسيان واستقادت من إتقانها للهولندية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية في التواصل مع مختلف الثقافات.
كانت سفيرة المنظمة للنوايا الحسنة، ومنحها الرئيس المريكي جورج بوش الأب وسام الحرية الرئاسي تقديرا لعملها الإنساني، ومنحتها أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة جائزة جان هيرشلوت الإنسانية عام 1993 بعد وفاتها، وكرمت الأمم المتحدة غرثها في مجال العمل الإنساني، وفي الدروة الخاصة بالإطفال عام 2002، تم غزالة الستار عن تمثال "روح أودري" في مقر اليونيسيف بنيويورك.
كانت أودري واحدة من المشاهير الأكثر أناقة، ورحلت وهي نائمة في منزلها بسويسرا، بعد صراع مع مرض سرطان القولون، في 20 يناير 1993، وتم تخليد ذكراها وأعمالها الإنسانية والفنية، فأسست اليونيسيف جمعية أودري هيبورن، وجمعت ما يقرب المليار دولارن وخصصت لعلاج وتقديم العون لمرضى السرطان النادر.
الكاتب
هدير حسن
الخميس ٠٤ يناير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا