”سيمون دو بوفوار” أشهر رواد الحركة النسائية.
الأكثر مشاهدة
يعيش البشر جميعهم على الأرض ولأعمار متفاوتة ولكن بضع منهم من يترك علامة وإرث يتحاكى به الآخرين سواء ممن عاصروه أو ممن أتوا من بعده، و"سيمون دو بوفوار" من أولئك القلائل.
"دو بوفوار" واضعة أسس وقواعد النسوية المُستخدمة حتي وقتنا الراهن عاشت حياة مليئة بالتحديات المُجتمعية بكل ثبات وقوة ولم تستطع أنثى قبلها أن تخوضها، وكما قالت في كتابها "Memoirs of a Dutiful Daughter": " لقد كنت أشعر برضى غامر أن أعرف أني خارج القانون".
ولدت "سيمون" الكاتبة والفيلسوفة الوجودية والناشطة النُسوية في التاسع من يناير عام 1908 بباريس في فرنسا لأسرة شديدة التدين وكانت تحذو حذوهم حتى مرت بأزمة إيمانية جعلتها تلحد وهي بعمر الرابعة عشر.
رغم تدين والدها إلا أنه شجعها على التفكير والتمرد مُنذ طفولتها مما جعلها لا تكتفي بدراستها للرياضيات في معهد "سانت ميري" بل أصرت على دراسة الفلسفة في "جامعة السوربون"، ومن ثم حضرت بعض الفصول في "مدرسة الأساتذة العليا" (مدرسة عُرفت بنهجها المُختلف في دراسة الاستقراء الفلسفي) وحصلت على شهادتها منها وهي بعمر الواحد وعشرين عامًا.
ارتبطت "سيمون" بعلاقة عاطفية بـ "جان بول سارتر" مُنذ عام 1929 وحتى وفاته عام 1980 ولكنهما لم يتزوجا وفضلا أن يعيشا معًا بحرية ودون إنجاب أي أطفال.
تنوعت أعمال "سيمون دو بوفوار"بين المقالات الفلسفية التي أصدرتها من خلال مجلة "لي تان مودرنس" بالمشاركة مع "سارتر" والفيلسوف والسياسي "موريس بونتي"، بالإضافة إلى كتب وروايات أثرت العالم بأفكار يُعتد بها حتى الآن، أبرزهم "الجنس الآخر"، الذي يُعد أطروحة للنسوية على مر العصور ورواية "المثقفون" التي انتقدت بها الأوضاع السياسية ومثقفي فرنسا عقب الحرب العالمية الثانية.
جابت "دو بوفوار" العالم لتناقش وتحلل وتفند وتنشر آراءها وقامت من خلال جولاتها تلك بزيارة مصر في عهد الرئيس "جمال عبدالناصر" بصحبة "سارتر" والتقت بمجموعة كبيرة من المُثقفين المصريين حينها.
توفيت "سيمون دو بوفوار" عن عمر يناهز 78 عامًا، وذلك عام 1986 بعد رحلة طويلة من النضال الثوري وبخاصة في مجال النسوية مما جعل منها مثل وقدوة للكثير من النساء.
الكاتب
منى أبو السعود
الثلاثاء ٠٩ يناير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا