الست ”راوية”..خادمة آل البيت
الأكثر مشاهدة
تصوير:نورهان محسن
لافتة مكتوب عليها "مدد يا حسين مدد- مدد يا ستنا السيدة زينب- مدد يا سيدي أحمد يا رفاعي"، تعلو مساحة مخصصة لاستضافة مريدي آل البيت من شتى محافظات مصر، تتعدد لهجاتهم بينما تجمعهم طريقة صوفية واحدة، يلتفون حول طاولة مليئة بالأطباق الصغيرة التي تضم داخلها "نفحة" الست راوية.
سيدة في أواخر العقد الرابع من عمرها، تجلس خلف أواني طهي كبيرة الحجم، لم يظهر سوى وجهها البشوش، تُحرك يداها بين الأواني بسرعة لافتة للانتباه، بيد تقلب الطعام، والأخرى تناول أحفادها الثلاثة الأطباق لتوزعها على الضيوف وعابري السبيل.
تأتي السيدة "راوية" من مدينة بنها التي تبعد عن القاهرة بمسافة 50 كم، قبل الليلة الختامية لمولد الحسين بـ10 أيام بصحبة أولادها وأحفادها، لتقدم "الخدمة"؛ فهي توصف نفسها بخادمة آل البيت، تجلس على كرسي لم يظهر سوى الجزء العلوي من جسدها خلف أواني طهي متعددة، تحتوي على "النفحة"، المتنوعة بين "الأرز" و"الدواجن" بطرق الطهي المختلفة، و "الشوربة"، و"الخضار المطبوخ".
"إحنا بنأكل لوجه الله، للضيف وعابر السبيل" بابتسامة لا تفارق الوجه الراضي، تحدثت السيدة التي يهوى قلبها آل البيت منذ السادسة من العمر، بنبرات صوت مرتفعة، ساردة تفاصيل الأيام العشر الذي تقضيهم في "الخيمة" التابعة للطريقة الرفاعية المنتمية إليها وراثة عن والدها، فتبدأ يومها منذ السابعة صباحًا ولمدة 18 ساعة لم تتوقف عن العمل بين الطهي والتوزيع.
وجدت نفسها منذ السادسة من العمر، تتجول خلف والدها بين الموالد "أنا بروح 33 مولد في السنة"، ورغم سنوات عمرها الخمسين وأولادها الأربعة وأحفادها، فلم تتوقف عن حضور هذا العدد حتى الآن "أنا بحب كدا"، أقتطعها خلال الحديث رجل ستيني "مريد" أتي من محافظة بني سويف ووصفها بـ"بركة المكان".
الكاتب
سمر حسن
الثلاثاء ١٦ يناير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا