”رواية وفيلم وأوسكار”.. أحلام ”ياسمين” التي تبدأ بـ ”سينما ياسو”
الأكثر مشاهدة
اعتادت أن يمازحها المحيطون "كل ما تروحي مكان يقفل"، رغم إنزعاجها من الفكرة ومن محاولات الآخرين الاستهزاء بقدراتها أو اعتبارها مادة للسخرية والتندر ووصفها بـ "النحس"، قررت أن تتجاهلهم جميعا وأن تجاريهم أحيانا، لتحتفظ بحلمها لنفسها، وتؤمن أنها تملك ما يجعلها قادرة على تحقيقه.
درست ياسمين سعد الإعلام في جامعة القاهرة، فمنذ كانت في العاشرة من عمرها استهوتها قراءة الجرائد والمجلات "كنت بتابع ملحق أيامنا الحلوة في الأهرام، واقص الموضوعات وأجمعها في كشكول، وأعمل منها المجلة بتاعتي"، مع تقدمها في العمر بدأت تعلق على ما تقرأه، وتكتب آرائها في مقالات، وعلمت أن الصحافة هي مجال عملها.
خلال الدراسة عملت في مجلة للسينما، وبعدها في شركة لكتابة المحتوى العربي عن الأفلام العالمية وتقييماتها، ثم عملت لفترة في إعداد الأفلام الوثائقية بإحدى الشركات، وشركة أخرى لإنتاج أفلام الأنيمشين، وعادت للصحافة من خلال العمل كمحررة توك شو بموقع المصري اليوم، ولكنها حاولت أن تبذل قصارى جهدها بالعمل في الملفات والكتابات الإنسانية، لتظهر قدراتها الصحفية، لتكون جريدة التحرير محطتها التالية، وبعدها موقع اليوم الجديد.
انتقال ياسمين، التي أثقلت سنواتها الـ 28 بالخبرة والعمل، من وظيفة إلى أخرى لم يكن برغبة منها، "كل ما كنت أروح شركة أو مكان جديد يقفل، كنت بتضايق لكن بكمل وأشتغل"، رغم قصر المدد التي قضتها في أي مكان عمل، ففي كل مؤسسة أو شركة استطاعت أن تترك بصمة مختلفة، بموضوع لم يتطرق إليه أحد كـ "رحلة البحث عن الناجي الوحيد من تيتانك"، والاستقصاء الذي قدمته حول "اختفاء حبوب منع الحمل".
تخللت سنوات عملها، فترات طويلة قضتها بالمنزل دون عمل "نفسيتي كانت بتتعب جدا، قولت الشغل ده مش مكتوبلي، انا هريح العالم مني ومش هشتغل"، بعد أن انتابها الإحساس بالضيق والإنزعاج من المحاولات الدائمة في البحث عن عمل يحقق لها غايتها "حسيت أني عملت كل حاجة أقدر عليها"، نظرت إلى الجانب الإيجابي في قضاء ساعاتها بالمنزل، وبحثت عن طريقة أخرى.
استعادت ياسمين هوايتها القديمة في كتابة القصص القصيرة، واشتراكها في ورشة لكتابة السيناريو من قبل في أثناء الدراسة، ورأت في تواجدها بالمنزل فرصة لتحقيق الحلم بظهور روايتها الأولى إلى النور، وتحمست للفكرة بعد أن ساعدها الروائي الراحل مكاوي سعيد (توفي في 2 ديسمبر 2017) في الانتهاء من الرواية، وعكف على مراجعتها قبل وفاته، لتكون أول إنتاج أدبي تقدمه، منتظرة انتهاء فترة معرض القاهرة الدولي للكتابن حتى تصدر الرواية.
"ممتنة للراحل مكاوي سعيد لأنه قدر يخرجني من دائرة الإحباط، ويشجعني أعمل من فكرتي عمل أدبي مش مجرد موضوع صحفي"، التقييم الذي تنتظره ياسمين على روايتها، سيدلها على الطريق، ويخبرها إن كان يمكنها أن تكمله أم لا.
إلى جانب حبها للكتابة، كانت تهوى ياسمين متابعة البرامج والأفلام الأجنية، خاصة أفلام السيرة والتاريخ، وتحرص على متابعة أخبار نجوم هولييود والتعليق عليها على صفحتها الشخصية على فيسبوك، "الناس بدأت تقولي دمك خفيف، وتشجعني أعمل صفحة عن السينما العالمية" وكانت الخطة الابتعاد عن تقييم الأفلام، والاهتمام بأخبار الفنانين والجوائز العالمية.
"سينما ياسو" كان المشروع الذي أطلقته بمساعدة أصدقائها "حتى أخت صاحبتي هي اللي صممت لي اللوجو"، في مارس 2017 بدأت في تسجيل أولى حلقاته، وكانت البداية قوية بمساعدة متخصيين في مجال صناعة الأفلام، فحظيت الفيديوهات بجودة عالية ومشاهدة معقولة، ولكن انشغال شركائها جعل المشروع يتوقف لفترة.
لم تستلم ياسمين هذه المرة، وقررت أن تستكمل مشروعها وحدها، عكفت على تعلم المونتاج والتصوير حتى تستمر في تقديم المحتوى، الذي لم يعد بالجودة ذاتها التي اعتادها المتابعون، ولكنها قررت أن تنشر أخبار الفنانين على صفحتها معتمدة على الطريقة ذاتها التي كانت تستخدمها قبل إنشانء الصفحة، محاولة تبسيط الخبار وتقديمها بصورة ساخرة وقريبة من الجمهور المصري.
تعتبر المحتوى الذي تقدمه متفرد، ولا يشبه سوى ما تقدمه البرامج الأجنبية مثل ET، ورغم العثرات التي تمر بها ما زالت تصر على استكمال حلمها "الرواية اللي عملتها، هتتحول فيلم، وهياخد الأوسكار"، تقولها بثقة لا تخلو من السخرية والمزاح "أنا هافضل ورا الحلم ده لو قفلوا هوليوود نفسها".
الكاتب
هدير حسن
الثلاثاء ١٦ يناير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا