”مديحة كامل”.. صاحبة أجمل وجه في السينما
الأكثر مشاهدة
بعد أن حققت نجمة السينما مديحة كامل شهرتها الواسعة، وتربعت داخل القلوب ونالت الألقاب، تذكرت في أحد لقاءاتها التلفزيونية مدرستها، التي كانت تخرج العروض التمثيلية في المدرسة، ودلتها من خلال دور "رابعة العدوية" لموهبتها، واعتبرتها السبب الذي جعلها نجمة وفنانة لها بصمتها في السينما والمسرح والدراما.
ولدت مديحة كامل في 3 أغسطس 1948 بالإسكندرية، حيث عاشت طفولتها، وتعلمت الفن على يد ليلى نديم المُدرسة، التي علمت بقدراتها التمثيلية رغم صغر عمرها، وقدمتها من خلال إحدى المسرحيات في دور رابعة العدوية، ونالت عنه، حينها، كأس الجمهورية في التمثيل.
انتقلت الفتاة، التي لمعت فكرة التمثيل في عقلها، إلى القاهرة لتدرس بكلية الآداب بجامعة عين شمس، بدأت تحقق حلم التمثيل من خلال أدوار ثانوية في بعض المسرحيات والأفلام، إلى جانب تقديم عروض الأزياء، حتى أتت انطلاقتها في فيلم "30 يوم في السجن" لتشارك النجم فريد شوقي البطولة.
لم تستمر جميلة السينما في المشوار الفني بثبات، ولكنها توقفت لعامين، قد يعود ذلك بسبب زيجتها الأولى من رجل الأعمال محمود الريس، الذي كان يكبرها بسنوات عديدة وصديقا لوالدها، فأُجبرت على الزواج منه، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة ميرهان، ولم يستمر زواجهما سوى 3 سنوات.
بعد التوقف، عادت مديحة للمشاركة في أفلام بين مصر ولبنان، ولكنها لم تنل النجاح والشهرة الكافية، حتى كان دور "عبلة" في فيلم "الصعود إلى الهاوية" مع المخرج كمال الشيخ عام 1978، الذي جسد قصة حقيقية لعميلة مصرية جندتها إسرائيل، وأحدث الفيلم حينها ضجة داخل أوساط النقاد وعلى المستوى الاجتماعي، لجرأة طرحه.
توالت أعمالها الفنية ما بين المسرح والسينما والدراما التلفزيونية، فقدمت على خشبة المسرح أعمالا مختلفة، منها: (هاللو شلبي، يوم عاصف جدا، حلو الكلام، الجيل الضائع)، وفي السينما لها أفلام لم تُنس، مثل: ((السلخانة، عيون لا تنام، انتخبوا الدكتور عبد الباسط، بنات إبليس، أصعب جواز، أغنية على الممر، في الصيف لازم نحب، مطاردة غرامية، العفاريت، درب الهوى)، وآخرها بوابة إبليس، الذي لم تكمل مشاهده وتم الاستعانة بدوبلير لها.
وفي التلفزيون، قدمت مديحة "البشاير"، و"أيوب البحر"، و"ينابيع النهر"، و"ردا لرجل آخر"، رغم صغر سنها، تعرضت للإصابة بالجلطة في أثناء تصوير مسلسل "الأفعى" عام 1975، وظلت لشهور حبيسة أسرة المستشفيات، ثم عاودتها مرة أخرى بسبب ضعف عضلة القلب وتراكم المياه على الرئة.
بعد زواجها الأول، تزوجت مرة أخرى من المخرج شريف حمودة، وثالثة من محام، ولكنها في النهاية كرست وقتها لابنتها الوحيدة، التي كانت تعتبرها صديقتها ومؤنسة وحدتها وأيامها، فبعد قرار مديحة كامل بالاعتزل في أبريل 1992، وارتداء الحجاب، والتفرغ لأعمال أخرى كانت تهواها مثل التصميم والديكور، كانت تقضي آخر أيامها مع ابنتها وزوج ابنتها.
في لقاء تلفزيوني، تحدثت عن نفسها، وعن ما يعتبره الآخرون جمالا، ولا ترى هي فيه سوى جاذبية "عادية"، وفي ذكرى وفاتها، التي كانت في 13 يناير 1997، قالت عنها االكاتية والناقدة السينمائية ماجدة موريس "فنانة جميلة الوجه والروح.. مثقفة ومخلصة مرحة عاشقة للحياة ودودة وبسيطة"، متفقة مع النقاد الذين أطلقوا عليها لقب "صاحبة أجمل وجه مرّ على السينما.
وفي الرابع من رمضان، أدت صلاة الفجر، وذهبت إلى فراشها، ولم تستقيظ، لترحل وهي ما زالت في الـ 48 من عمرها.
الكاتب
هدير حسن
الأحد ٢١ يناير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا