”ميلفا ماريك”... زوجة أينشتاين التي سجلت اختراعاتها باسمه فتركها تموت وحيدة
الأكثر مشاهدة
طالبة عبقرية، وأنثى وحيدة تدرس في مجال يعتبر حكراً على الذكور فقط، استطاعت أن تتفوق عليهم جميعا من بينهم أينشتاين، وصفها البعض بأنها الفتاة الأكثر ذكاء في أوروبا في ذلك الحين، اجتازت كل الاختبارات بمعدلات عالية وساعدت زوجها أيضا في ذلك.
ميلفا ماريك، زوجة أينشتاين، ولدت في تيتل بصربيا عام 1875 لعائلة ثرية وذات شأن في البلاد، تقلد والدها منصب وزير التعليم آنذاك فسمح لها بحضور محاضرات الفيزياء التي كانت فقط للذكور وممنوعة الفتيات من حضورها.
استطاعت الفتاة أن تتغلب على كل العوائق التي قابلتها، وتفوقت على كل الذكور الموجودين في المعهد السويسري الاتحادي وأينشتاين أيضا، فحصلت ميلفا على معدل 4.7 بينما حصل أينشتاين على معدل 4.6 وحصلت في الفيزياء التطبيقية على معدل 5 بينما لم يحصل أينشتاين سوى على درجة واحدة فقط.
تعرفا الاثنين على بعضهما خلال دراستهما في المعهد، وسرعان ما نشأت بينهما قصة حب كبيرة وتبادلا الرسائل التي بلغت عددها 43 رسالة ولكن لم يتبقي منها سوى 10.
حملت ميلفا من أينشتاين بطفلهما الأول من علاقة غير شرعية، ولم تستطع استكمال اختباراتها بسبب الحمل، وبذلك فقدت شهادتها إلى الأبد.
بتردد شديد، عادت الفتاة إلى بيت أبيها لتخبره أنها لن تستطيع خوض الامتحانات، لتتفاجأ برده: "لا بأس بالأمر طالما بإمكانك أن تدخلين الامتحانات العام المقبل".
وعندما حضنها، شعر بحملها وعلم أن ابنته التي تردد بسببها على جميع المدارس الثانوية ليقبلوها قد خذلته، فكل تلك الجهود ليخرج عالمة فيزياء جديدة، راحت هدراً.
"الجو هنا لا يروقني إطلاقاً، وبينما أشتاق كثيراً للعمل، تأتيني الكثير من الأفكار السوداء، أشتاق لقربك مني ورعايتكِ لي وإبعادك التشتت عن فكري" كتب لها أينشتاين تلك الكلمات بسبب بعدها عنه لفترة طويلة ععد أن رفضت أسرتيهما العلاقة.
على الرغم من رفض العائلتين لأمر زواجهما، لم يستطع الاثنان التغلب على نيران الحب بينهما، فتزوجا وعاشا حياة سعيدة، يعمل أينشتاين لمدة 8 ساعات في اليوم حتى يستطيع الإنفاق على عائلته الصغيرة المكونة من 4 أفراد.
في عام 1900 استطاع الاثنان أن يقدما أول مقال عن "الجاذبية" ولكن حدث مالا تتوقعه ميلفا، كان المقال مذيلا باسم "ألبرت أينشتاين" فقط.
"كم سأكون فخوراً وسعيداً حينما يصير عملنا عن الحركة النسبية استنتاجاً ظافراً"، كتب ألبرت إلى ميلنا في إحدى خطاباته تلك الكلمات و يعد ذلك اعترافاً رسميا بأنها قد شاركته أبحاثه العلمية والاختراعات.
ولكن الشهرة قد أعمت عيونه عن الحقيقة وتحول ألبرت من عاشق إلى شخص أناني لا يهمه سوى أبحاثه فقط.
وزادت أنانيته عندما وصلت أعماله إلى العالمية، تعرف على فتاة أخرى وأقام معها علاقة سرية لمدة سنتين، حيث رأي ميلفا مجرد فتاة ساخطة وغاضبة ذات شعر منكوش، ورأى من عشيقته فتاة جميلة ترتدي أفضل الثياب.
وصل غرور أينشتاين إلى ذروته وطلب من ميلفا الطلاق، وفي الأعراف اليهودية لا يتم الطلاق سوى بموافقة الزوجة، فرفضت ميلفا الطلاق، مما جعله يضع قائمة من الشروط التي لا يجب أن تتعداها ميلفا، وإلا سيتم تطليقها.
ومن ضمن تلك الأمور: تنظيف المنزل يوميا دون أي مساعدة من احد، وعدم سؤاله عن أي شيء يخص حياته واجتماعاته وسفره، وعندما يطلب منها مغادرة غرفة النوم، تغادرها حالاً بدون تفكير، ولن تتم بينهما علاقة حميمة.
وعلى الرغم من صعوبة تلك الأمور على عاشقة ، لكنها فعلت ذلك كأي امرأة بسبب خوفها على اولادها وخوفها من لقب "مطلقة" التي كان ينظر لها قديما بأنها "منحوسة".
وبعد أن أصبحت الحياة بينهما صعبة ومستحيلة، تطلق الاثنان، ولم يلبث أن تركها، حتى تزوج عشيقته، واتفقا أنه في حالة حصوله على جائزة نوبل سيرسل لها بكل الأموال، ولكنه بمجرد رؤيته للأموال أخذها لنفسه وترك ميلفا صاحبة أبحاثه وحبه الأول تموت وحيدة وفقيرة ومفلسة.
على الرغم من مرور أكثر من 100 عام على هذه القصة ، تلك الحكاية تتكرر يوميا، فكم رجلا منع زوجته من أن تكون "هي"، كم رجلاً في عالمنا هذا يرى أن المرأة خلقت فقط لتتزوج وتنجب ومكانها الأساسي هو المطبخ ليسرق أعمالها وأفكارها وأبحاثها وربما حياتها.
الكاتب
ايمان منير
الثلاثاء ٢٣ يناير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا