”بسمة صبحي” صاحبة أول كتاب رياضي.. تروي قصص وتاريخ الملاعب
الأكثر مشاهدة
"اهتمي بحاجة مفيدة.. أنتي كده المفروض تبقي ولد" واحد من تعليقات اعتادت أن تسمعها، وتتجاهلها بعدها بثوانِ، فما تريده ستفعله طالما تؤمن به، فرغم ما يحمله صوتها من هدوء وبراءة، تحمل داخلها تمرد ورفض لوضعها في قالب يحجر عليه أن تكون كما تريد.
درست بسمة صبحي الحقوق برغبة منها في دراسة القانون، ولكن مع السنوات الأولى في الكلية ادركت أن ما يناسبه مختلف، فوجهتها صدفة لم تتوقعها إلى الكتابة بالقسم الرياضي في مجلة كلمتنا، لتبدأ مشوارها نحو الكتابة الصحفية الرياضية.
اهتمام بسمة بالرياضة وكرة القدم، التي تشتكي معظم السيدات من متابعة أزواجهن لها، أتى من والدها وأخيها "كنت متعودة أتفرج معاهم على الماتشات، وده خلاني أحب الكرة وأشجع النادي الأهلي"، متابعتها لكرة القدم والفعاليات الرياضية لم تكن مجرد هواية، ولكنها امتكلت قدرة على التحليل والنقد.
مقال نشرته على صفحتها الشخصية على "فيسبوك" حول كأس العالم للشباب، حين كانت تدرس في الجامعة، كان فرصتها للعمل داخل القسم الرياضي بمجلة كلمتنا الشبابية، قبل أن تغلق أبوابها في نوفمبر 2014، وكانت البنت الوحيدة داخل قسم اعتاد الرجال احتكاره، وأول ما قدمته حوار مع الدكتور هاني وهبة، خبير التغذية في النادي الأهلي. ومن "كلمتنا"، شرعت في كتابة المقالات التحليلية والنقدية في أكثر من موقع رياضي وجريدة مثل "الوطن" و"خمسة بلس حاجات".
"مفيش أي كتاب رياضي عربي، والموجود عن تاريخ النادي الأهلي أو الزمالك" في بحثها عن كتاب يعزز حبها للرياضة بصفة عامة، ولكرة القدم بشكل خاص، قررت بسمة أن تكون هي مصدر ما تبحث عنه، فأصدرت "محطات رياضية" في 2014، وتناولت به 9 محطات تخص الرياضة وكرة والقدم، من بينها: كوارث رياضية، التدخين في الملاعب الخضراء.
في مقدمة كتابها الأول، كتب الناقد الرياضي خالد توحيد "يكفي المؤلفة فخرا تلك الجرأة، التي دفعتها لتأليف كتاب جديد، ليصبح الكتاب الرياضي الأول على الإطلاق.. بقلم من الجنس اللطيف"، ليكون الدليل الذي هزمت به سخرية البعض من ضرورة إبقاء اهتماماتها- كبقية البنات- على المطبخ والموضة والمكياج.
شجعتها عائلتها وساندت اختياراتها، رغم ما واجهته ابنة الثمانية وعشرين عاما من انتقادات قائمة على صورة نمطية كرسها المجتمع "في ناس معتبرة الكرة والرياضة حكر على الرجال بس، وبتضايق لما تعرف أني بشتغل وبنجح في المجال ده"، ويسعد بسمة أن تكون البنت الوحيدة في هذا المجال، ولا تغفل دور نقاد الرياضة، مثل حسن المستكاوي، وخالد توحيد ومحمد سيف، الذين تتعلم من كتاباتهم.
مع نزول كتابها الأول، عقدت بسمة العزم على إصدار كتب رياضية أخرى، ومع بداية هذا العام أصدرت "ريمونتادا"، الكلمة الإسبانية التي تعني العودة والانتصار مرة أخرى بعد تجرع الهزيمة والفشل، وتُستخدم في وصف بعض مباريات كرة القدم، بعد أن كانت تُستخدم في الحروب والسياسة.
يؤرخ "ريمونتادا" لـ 35 قصة رياضية ملهمة من ملاعب كرة القدم، عكفت بسمة على البحث عنهم وجمعهم، فوثقت هدف مارادونا، الذي أدخله بيده، ودور اللاعب البرازيلي بيلية في وقف الحرب الأهلية في نيجيريا لمدة 48 ساعة، و"مذبحة الدفاع الجوي"، التي نالت مشجعي نادي الزمالك في فبراير 2015، كما تناولت قصص أخرى من رياضات بعيدة عن كرة القدم.
ترى بسمة الفارق بين الدوري المصري المحلي والدوريات العالمية بعيد، فاعتبرت أن تفوق الفرق العالمية يأتي من الانضباط والالتزام داخل الملعب، والتفوق في المهارات والاهتمام بصحة اللاعب نفسيا وجسديا. إلى جانب عشقها للنادي الأهلي، تشجع الفريق الإسباني ريال مدريد، وفريق ليفربول الإنجليزي "عشان خاطر صلاح".
الكاتب
هدير حسن
الإثنين ٢٦ فبراير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا