نجلاء أشرف تكتب: حبيبان من الصبار
الأكثر مشاهدة
لن يكون الحب يومًا قيدًا بيننا... لن تدوق الحلو علقمًا... وقت خصامنا... لأنك مني وأنا فيك... لأنني أرى حب الله في حبك وأرى تجلي جماله فيك.
أتحسب أن ما يربطنا هو ذلك الخاتم الذي في اصبعك وإشهار للناس بأننا زوجان... عندي أرى أن روحانا تلاقت من قبل اللقاء فسكنت...
لا أظن أنني قد أتشاجر معك لأنك نسيت يوم ميلادي، أو أنك ستوبخني يومًا لأنني قد حرقت الطعام.....
ولكننا أغتربنا عن بعضنا... غربتنا أمانينا حبيبي... وتاه كل منا عن الآخر.. لا أعلم كيف حدث ذلك.. أو متى... أمنذ أن قررت أن أفتح مشروعي الخاص بعد تشجيعك لي ثم غضبك مني لأنه يأخذ كل وقتي.... أم عندما علمت أنك سحبت مبلغًا كبيرًا من حسابك ولم تقل لي لما وخشيت أن اسألك فتكذب علي... أعندما تخليت عني عندما أهانتني أختك لعدم قدرتي على الإنجاب، أم عندما غضبت منك حين وجدتك تتحدث مع زميلتك في العمل لساعتين على الـ What’s App.
أعلم أنك أماني وأنني ملاذك... أعلم أنك تحتاج لوقت تقضيه بمفردك الآن... فمع آخر شجار لنا... كان لابد أن يعيد كل منا أوراقه ويعى لماذا وصلنا لهذا الحد من الجفاء...
أدرك أنك ما زلت تحبني، وتطاردني دموعك التي أمتزجت بأوتار قلبي حين طلبت منك الإنفصال بهدوء، ولكننا أغتربنا حبيبي... ولا استطيع احتمال جفاء قلبك أكثر... فقلبي مزقه خذلان العشم.
.....
لا يدري المرء كم فرط في ما كان يملكه من جمال حتى يضيع منه....
لم تكن فقط حبيبتي... كانت طفلتي المدللة... كبرنا سويًا... وخبأتني في مرضي بين دقات قلبها خوفًا من أن تفقدني رغمًا عنا.... ولكننا ضعنا عن بعضنا وسط الكثير من المسئوليات... والكثير من المتطلبات... ظلت هي تركض وراء أحلامها ولم تشاركني إياها... أو ربما لم أستطع أنا أن أتحمل فقدان شعور أنها تعتمد علي في كل شيء... بدأت تزهر كزهرة الياسمين وسط حقول الزهور البرية.... وظللت أخشى أن تضيع من بين يدي وتتلفها خشونة الواقع... فبدلًا من أن يرويها حنان قلبي... جرفتها أنانيتي... مع إصرار أهلي المستميت بأنهم يريدون أن يروا طفلًا يشبهني... ضعفت... وبدأت أبحث فيمن حولي عن من يشبهها... وظللت أبحث وأنا أرى حيرتها حولي عن مدى تغيري... لم أكن أفهم أنه مهما قابلت وضحكت مع غيرها لن يسكن قلبي سوى لنور وجهها، ولن تنتفض روحي سرورًا سوى مع ضحكتها كل صباح ونحن نحتسي القهوة...
بعد أن عملت فقدت متعة الحديث معها كل يوم على الإفطار، وسارت تنزل مسرعة لتحق أن تعود مبكرًا لتعد الغذاء، ولم أعد أهنأ بقبلة الصباح أو بسمرنا ليلًا... ولكنها كانت بطريقة ما تعلم أنني مشتاق إليها، فتدللني كطفل صغير أكثرت أمه تدليله فأراد أن يتمرد... تمردت... وخسرتها...
أيمكن أن نكون أنتهينا... أمن الممكن أن لا تسامحني... لقد جرحتها جرحًا كبيرًا.. ليس فقط حين حجبت عنها ألمي بفراقها بعد عهدنا أن لا نصمت عن ما يوجعنا أبدًا... ولكن لأني سمحت لأننانيتي أن تجعلني أضيعها هكذا...
لست أول من يتزوج على زوجته... ولكني أول من يخون حبيبته... ففي لوعة فراق الأرواح ألم أكبر بكثير من انفاصلهما المؤقت بالموت... ترى هل كنا سنفترق إذا ما مت... لا أظن ذلك... فهي أوفى من ان تتركني وحيدًا في قبري.... الموت لا يفرق الأحبة... ولكن الغرور يفعل... وأنا يا رب قد ضيعت نعمتك....
ولن يشفي ظمأ روحي الآن سوى ضحكة منها قبل الوداع... ولكن ذبلت البذور بانتظار الندى وتحولت لصبار كبير يخشى أن يقترب منه أحد.. فيقتله بأحزانه...
الكاتب
نجلاء اشرف
الثلاثاء ٠١ نوفمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا