مريم عبد الحكيم تكتب: لا تسألوها عن السبب!
الأكثر مشاهدة
الحيرة تعصف بكم.. أعلم ذلك جيداً ولكم الحق في ذلك!
لا تحاولوا أن تسألوها عن السبب.. فقط عليكم أن تتأملوا عينيها وهي تنطق بالشغف وبالسعي للوصول واقتناص حلمها العنيد.
علاقة يصعب عليكم الولوج في بحور تفاصيلها.. فشلت محاولات الكثيرين قبلكم وأعلنوا اكتفاءهم بمشاهدتها من بعيد وهي ماضية في طريقها.
هل تعمدت كسر القاعدة؟ أم جاء قرارها نابعاً من قلبها الذي ملّ من محاولات اقناعهم ويرجوهم فقط أن يتركوها مع معشوقتها التي ربطتها بها العديد من الحكايات قد يتعسر علي بعضهم فهمها!
الحكاية الثانية..
آية حسام.. سر المذاق المختلف!
خمسة أعوام مرت ولازالت السخرية تلاحقها.. الامر شائك بالفعل والكل يتساءل عن اصرارها حتي أصدقائها حاولوا عبثاً الوصول للسر الذي يدفعها للقيام بذلك.
تسابقت العقبات كي تقف في طريقها فلم تكن بدايتها مع اللعبة سوي رحلة عناء ولو تغلبت علي مشكلة فماذا عساها أن تفعل مع باقي مع ينتظرها؟
وكأن الظروف تكالبت عليها بدورها كي تعيد التفكير وتتمهل قليلاً!
ابريل 2012 شهد مولدها الحقيقي مع الرجبي ضاربة بظنون الجميع عرض الحائط.. اختيارها للعبة لايزال ممارسوها من الرجال يعانون للحصول علي أبسط حقوقهم للقيام بها بل ولشرحها الجمهور وإيضاح معني الاسم أمر مثير للشفقة.
كيف لهذه المهندسة التي عليها أن تتفرغ تماماً لمشروع تخرجها أن تجد الوقت الذي يسمح لها بممارسة الرجبي وفي الوقت ذاته الانتهاء من المشروع للحصول علي شهادة التخرج؟
ارتداء روب التخرج والاحتفال مع أسرتها بالحصول علي الشهادة من كلية الهندسة في الاكاديمية العربية بالاسكندرية لم يكن سوي محاولة بسيطة لمكافأة أسرتها علي دعمهم الدائم لها فالخطوة القادمة ستثبت بها أن قرارها من المستحيل أن يحول بينها وبين التفوق الدراسي.
يومها دائما ما يكون له مذاق مختلف.. ساعات طويلة في العمل تعقبها فترة التمرين التي تولد فيها من جديد وتستمد طاقتها للسير في درب النجاح الذي لم تحد عنه قط.
التأمل في ملامح وجهها وهي طفلة يجيب علي بعض الاستفسارات فهذه الابتسامة الرقيقة وهاتين العينين اللامعتين أكدتا أن قراراتها وإن فاجأت الجميع فإن نجاحاتها ستبهرهم.
الحصول علي الماجستير بات قريباً والتتويج ببطولة الدوري مع فريقها الذي تعشقه (الاسكندرية بنات) لم يكن نهاية المطاف فهي مستمرة في إعطاء الدروس للجميع وفي تسطير معني جديد يُحفر باسمها "آية حسام لاعبة الرجبي".
الكاتب
مريم عبد الحكيم
الأربعاء ٣١ مايو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا