الآن أو لا
الأكثر مشاهدة
بقلم / مريم أنيس
وجد الكلب طعامه فرحأ واستقر في مكان هادئ حتى يتمكن من الاستمتاع بوجبته واذ يجد حيوانأ اصغر منه واضعف ولكن أكثر دهائأ جاء ليختطف منه طعامه فى سرعة وخفة مذهلة حتى وجد الكلب نفسه يقف بلا حراك من المفاجأة . وهنا قرر الكلب ان يسترد طعامه وان يلحق بالسارق فأنطلق بكل قوته وركز على هدفه وطرد كل تفكير او رغبة من عقله و استأثر عليه رغبته الملحة في اللحاق بطعامه . وبينما هو يركض لمحه مجموعة من الكلاب ورأوه يجرى بكل ما اوتي من قوة حتى استعجبوا وتسألوا عن سبب ركضه وسرعته هكذا وقرروا ان يركضوا معه حتى يعرفوا السر لان فضولهم تملكهم . وظلوا فترة يحاولوا اللحاق به حتي تعبوا واحد تلو الاخر وتوقفوا يلهثون ويلتقطون انفاسهم ولم يقدروا ان يستأنفوا الركض لانهم لم يعد يهمهم السبب ; فالجرى وراء شئ مجهول لا طائل منه . اما عن الكلب اللاحق بطعامه فأصر ان يجرى لانه كان يرى هدفه جيدأ ويعرف وراء ماذا يجرى لذا لم يتوقف لحظه ولم يستسلم حتى تمكن من إمساك طعامه واسترداده ونجح في تحقيق هدفه منتصرأ .
هكذا كل من يجرى فى سباق الحياة وراء الاهداف وييأس ويستسلم ويدعى ان الظروف ليست في صفه وانها تعانده ، لعل هذه القصة تغير مفهومك عن الأصرار علي النجاح وعدم الاكتراث بما يفعله الاخرون . للأسف هناك البعض يجرى وراء اشياء زائفة او سراب بمعنى اصح وهناك من لا يعرف ماذا يريد في الحياة فيجرى وراء احلام الأخرين ويفشل لأنه لا يراها او لا يعرفها جيدا فهي لم تكن شغفه من البداية فو يريد فقط الشهرة او النجاح بأي طريقة ولا يملك حلم حقيقى يحيا من اجله لذلك يمل في منتصف الطريق و يترك طريقه ويطرق باب طريق جديد ظنأ منه انه سوف ينجح فيه .
الحلم هو الشغف الذي يضرم نيران الحماس ويجعل طاقتك تتقد لكى تسعى وتسعي حتى تنجح فهو الضامن لك بعدم التوقف في المنتصف لانه وقود يجدد نفسه بنفسه ، اما من يترك حلمه ويبتغي الراحة فهو كمن يطلب الماء في مكان قفر ويخيل له انه وجد شلالات ماء فى وسط الصحراء ويطمئن نفسه بها واذا ذهب اليها يصدم انها سراب .
حلمك هو معنى وجودك وسر تميزك وبصمة اختلافك على هذا الكوكب ، هدفك هو حياتك ووقتك وكنزك المدفون . الاحلام الحقيقية لا تهدأ او تنام حتى تتحقق وتصبح واقع جميل .الحلم هو الماء الذي يسقي زهرات الحياة ، واذا كنت تراه في ارتفاع السماء وانت بعيد عنه على الارض فقد استطاعت الطائرات ان تحلق فوق السحاب واذا كان حلمك في اقصى البلاد فلم تعد فواصل للزمان ولا المكان . اذن لا مستحيل . فالمستحيل يقبع في فراش العاجز عن الحلم او الذى لا يريد ان يتعب او يبذل الجهد او يريد الحياة كفراش ناعم وثير ولا يبتغي الا النوم والراحة .
وأذا كان هذا الكلام ليس حقيقيأ فلم نكن نجد عظماء ثابروا حتى تربعوا علي عرش النجاح مثل اديسون ، كارنيجى، شكسبير ،ميرى كورى , ابن سينا , الغزالى , ابن خلدون وايضا من النساء العربيات نوال المتوكل ،سميرة موسى ،زها حديد ورنيا علوانى ونور الشربيني وغيرهم ممن عرفوا طريقهم وتمكنوا من الوصول .
حارب من اجل هدفك ولا تسمع للقطيع ولا تمش معهم وتشاهد غيرك يحقق الامانى و يصعد عاليأ وحينئذ تندب حظك وتقول هذه حظوظ وانا لا املك الا قليل من الحظ ، فلا حظ ولا صدفة في النجاح ، فالله يوفق من يسعى ويعمل ويعرف طريقه . فالامانى تظل امانى اذا لم نعمل من اجل تحقيقها وتحويلها لواقع ملموس والهدف بدون استراتيجية وخطط نمشى وفقها هي ليست الا امال وطموحات .
ابحث عن حلمك واركض من اجله ولا تتيأس مهما حدث . حتماً ستصل وأذا سمعت ضحكات الاخرين في بداية الطريق سوف تستمتع بأصوت تصفيقهم في نهايته . لك القرار انطلق فلم يعد وقت للتأجيل . الأن او لا .
الكاتب
مريم أنيس
الثلاثاء ٠١ أغسطس ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا