اخبريهم سنك .... لا تخجلي
الأكثر مشاهدة
بقلم / مريم أنيس
أن تسأل سيدة عن عمرها أو سنها يعتبر ذلك من الأسئلة المحظورة ومن الأشياء المخالفة للأتيكيت احياناً ، فليس لك الحق أن تعرف سنها الا اذا كنت طبيب لمعالجتها او للتقديم في وظيفة أو في أستجواب رسمي . إذا تجرأت وسألت ذلك السؤال فهي تعتبره امر شخصي وليس من شئون احد التدخل فيه .
يشكل السن او العمر أمر هام وجوهري بالنسبه للسيدات وخاصة اذا تخطين العقد الثالث من العمر ، فهن يظنون أن تتخطى سيدة الثلاثين او الأربعين عامأ فذلك بمثابة أولى نهايات شبابها وجمالها و أنوثتها .
تعتقد المرأة أن العمر جري وفاتها الكثير وأن القادم هي بداية الامراض والكبر وفقدان الجمال والشباب . و للأسف تحصر أغلب النساء العمر و الأستمتاع به في مرحلة واحدة وهي مرحلة الشباب وكأن كلما كبرنا وتقدمنا في السن كلما ازدادنا قبحاً. و كلما مرت الأيام كلما فقدنا الحياة واالمتعة والشباب .
لم لا نسأل أنفسنا أن الله لم يدم شبابنا طوال فترة حياتنا ونظل "كالفامبير" كما نشاهد في الأفلام الأجنبية نحتفظ بشبابنا و نضارتنا و حياتنا تغدو كما هي بدون تغيير . هل سنكون سعداء في تلك الحالة ؟ هل سنستمتع بحياتنا ؟ للأسف لو كنا نشعر بالاستمتاع بكل وقت في حياتنا ونقدره لتغيرت نظرتنا للأمور ، كثيرأ ما ننظر الي صورنا في المرحلة الجامعية مثلا ونقول ليت الأيام تعود ! لماذا لم نكن وقتها سعداء كما ننظر الي الصورة الان ! لماذا عندما ننظر الي صوره زواجنا نظن انها كانت أيام سعيدة اما الأن فالحياة مليئة بالمسؤليات والواجبات المنزلية والهموم الثقيلة ؟ وغدأ عندما ننظر الي صورتنا مع الأبناء سوف نتمني ان تعود بنا الأيام . دائما المراحل السابقة هي الجميلة ، دائما الماضي هو الاجمل ، دائما الذكريات هي الأكثر حنيناً ، متي سنقدر كل وقت في حياتنا ؟ متي سنكون سعداء بما لدينا ؟ متي سنشعر بالارتياح والرضا ؟ أم سوف نقضي اعمارنا نلهث ونجري وراء السعادة ولا نشعر بها . ولا ندرك أبداً أن " الكنز في الرحلة " مثلما قال باولو كاويلو .
حياتنا هي رصيد خبرات ومعارف و تجارب ، وكل مرحلة تضيف الي ذلك الرصيد ، كلما تزداد خبراتنا كلما تتغير شخصيتنا ونكون أكثر ثراءاً و حنكة ً. الشخص الذي انت عليه اليوم عزيزتي هو نتاج المراحل السابقة في حياتك بخبراتك وتجاربك وأحداث حياتك . كلما كبرت وتقدمت في العمر كلما ازدادت فخرأ بما وصلت إليه.
الجدير بالذكر أن أوبرا وينفري المرأة الذي تخطت سن الخمسين ، تقول في كتابها ما اعرفه علي وجه اليقين : " أنت لست المرأة نفسها التي كنت عليها قبل عقد من الزمان . إن المغزى من التقدم في العمر هو التغيير . أذا تركنا أعمارنا تتقدم ، فستظل تجاربنا تعرفنا علي أنفسنا . أنا احتفل بتقدمي في العمر ، أفتخر به وأحترمه "
كما تفخري بتقدمك و إنجازاتك ، افخري أيضاً بعمرك وسنك ولا تخجلي من ان تخبري أحد به . الجميع يجري في سباق الحياة لاهثاً نحو النهاية المحتومة ولا فرار ، ما احلي ان تكوني ممتنة لكل لحظة في حياتك شعرتي فيها بفرحة ، ما أعمق أن تكوني شاكرة لكل حدث سبب لك ألم وجعلك تكوني اكثر نضجاً ، ما أجمل ان تكوني فخورة بكل عمل قمتي به وكل أنجاز صنعتيه .
كلمة السر عزيزتي هي الإمتنان .
الكاتب
مريم أنيس
الخميس ٠٩ نوفمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا