تحرري من قيود المقارنة
الأكثر مشاهدة
بقلم / مريم أنيس
يظن البعض أن علينا التنافس في كل مجالات الحياة وكأنه سباق والفوز فيه لمن يسبق الأخر في سرعة الوصول للهدف . نظل نعمل بالسنين حتي نقدر أن نكون في مستوي مادي وإجتماعي أعلي من غيرنا . نركض إلى التميز في كل شئ ليس رغبة في الطموح و تطوير الذات ولكن لكي نصبح أفضل ممن حولنا . الكل يطمح أن يصبح أفضل من غيره ولا يعير إنتباهاً بأن النجاح الحقيقي هو أن تصبح أنت اليوم أفضل من نفسك بالأمس .
المقارنة أمر مدمر حين يوضع الجميع في خانة واحدة وينصف جزء منهم ويدمر الاخرين لوصمهم بالفشل الذريع بينما إن وضعنا نفس المجموعة في خانة مختلفة سوف نجد النتيجة عكسية .
سمعت يوماً ما مقولة وحفرتها في عقلي وأدركت ان الكثير يحتاج ان يطبقها وهي " حين نقارن أنفسنا بغيرنا نظلم أنفسنا ونشعر بصغر النفس وقلة الحيلة لأننا نقارن أقل نقطة عندنا بأقوى نقطة عند غيرنا بينما قد تكون أقوى نقطة عندي هي أضعف نقطة عند غيري" .
ليتنا ندرك هذا ولا نكبل أنفسنا بقدرات غيرنا . وللأسف نرتكب في حق أطفالنا جريمة حين نقارنهم بأقاربهم وزملائهم ونخبرهم أنهم يجب أن يكونوا مثل قريبهم المتفوق او يكونوا رياضيون مثل زميلهم الرياضي . ولا نتعب في أن نبحث نحن عن مواهبهم المختلفة منذ الصغر كي ننميها . فالله وهب لكل انسان مواهب تختلف من كل واحد لأخر .
المقارنة يمكن ان تدمر نفسية طفلك بل تدمرالجميع ايضاً ، فليس من الحكمة أن يكون لديك طفلين وتريدهم أن يكونوا مثل بعضهم في كل شئ ;متفوقون ، رياضيون ، نفس القدرات والمواهب . قد يكون ذلك ظلم لأحدهم لأن كل شخص له طبيعة خاصة . يجب ان ننشئ أطفالنا ان تكون لهم شخصياتهم الخاصة ونعرف أن كل طفل مميز بما فيه ولا نحصر التميز والموهبة في مجالات بعينها.
أحيانا نركض في طريق ليس طريقنا كي نلحق بغيرنا فقط ليس لأننا نريد ذلك الطريق لكن نريد أن نكون مميزين فيما يتميز به غيرنا حتي لا نشعر أننا أقل منهم او أنهم أفضل في شئ . يجب أن يكون بداخلنا يقين التميز ، يقين بأن قيمة الانسان تكمن فيه وأن كل شخص بمفرده له بصمة مميزة وخلقة فريدة من نوعها .
أكثر ما يثيرني للشفقة هو شخص لا يعرف ماذا يريد ، فقط يريد حياته شبيهة لحياة الأخرين ، اذا عملوا يريد نفس العمل ، اذا انتهجوا طريق يريد ان يسلكه ، اذا فعلوا اي شئ يريد ان يفعل ذلك قبلهم .
عزيزتي دائمأ احرصي أن يكون لك عقلية مستقلة لا تندثر مع أمنيات وطموحات الأخرين، فليس كل شخص تناسبه ظروف الاخرين . ابحري في عوالمك و شكلي طموحاتك و اخرجي خارج الاطار المألوف حتي لا تكوني نسخة ممن حولك وازرعي ذلك في اطفالك و علميهم أن الجمال يكمن في الاختلاف وأن التميز موجود في كل شخص بكل ما يملك من هبات وصفات حتي وإن بدت متابينة مع الاخرين .
الكاتب
مريم أنيس
الثلاثاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا