بتحلمي بـ ثري عربي؟.. احترسي، ”عقدة سندريلا” تراودك
الأكثر مشاهدة
انتشر مؤخرًا بين فتيات جيلنا مصطلح الـ strong Independent Woman والذي سارت على دربه الكثيرات، بانخراطها في عمل ما، وتحمّلها أعباء نفقاتها الشخصيّة، وتأجيل مشروع الزواج ، وأحيانًا تنفصل تمامًا عن أهلها وتستأجر سكن لها، وتكوّن لها حياة "مستقلّة".
لكن ماذا يوجد على الجانب الآخر من كوكب الفتيات؟
هناك فتيات لا يستطعن تحمل فكرة الاستقلال وتحمّل مسؤولياته الماديّة، حتى وإن كنّ غير راضيات عن حياتهن، ويطلق علماء النفس على هذه الحالة "عقدة سندريلّا" وذلك لأن حالهم مشابه تمامًا لحال "سندريلّا"
تلك الأسطورة الشهيرة، التي تحكي معاناة فتاة بعد وفاة والدها، وتحكّم زوجة أبيها المستبدّة بها، إلى جانب ابنتيها ذوات الطباع التي لا تحتمل، ورغم ذلك تتحملهم "سندريلّا" رغم المعاملة المهينة، وقلّة تقديرها، واعتبارها خادمة وليست فرد من أفراد العائلة.
لكن ما الذي أجبر سندريلا على القبول بهذا الحال، رغم أحلامها الكثيرة التي لا تبوح بها إلا للفئران، والعصافير، والحيوانات التي لا تصاحب غيرهم؟
للأسف كل أحلام سندريلّا توقّفت على شخص -بالأخص رجل-،رجل قضت من أجله سندريلّا نصف حياتها مهانة، وغريبة عن بيتها، وبعد أن وجدت فارس الأحلام الذي لم تحلم بأكثر منه قضت نصفًا آخر من حياتها لا يعلمه إلا الكاتب!
فإن كنتِ من منتظرات فارس الأحلام الذي سيغيّر حياتك الغير راضية عنها، اعلمي أن لديكِ "عقدة سندريلّا".
أطلق علماء النفس على تلك الحالة اسم "عقدة سندريلا" لربط حياة تلك الفتيات بحياة سندريلا وتخاذلها عن توفير حياة أفضل لنفسها بنفسها، وبحثها الدائم عن شخص خارق يقلب حياتها رأسًا على عقب، والحقيقة أن هذا غير معقول وغير ملائم لعصرنا الذي أصبحت فيه المرأة تحكم دولة!
أما الكاتبة والمعالجة النفسية "كوليت داولينج" في كتابها "The Cindrella Complex" أو "عقدة سندريلّا" وصفت هذه الحالة عند الفتيات بانتظار قوة خارجيّة ستغيّر من أحوالها، وفي أغلب الحالات تتمثل هذه القوة في "رجل"، لكن في حالات أخرى تعتمد الفتاة على من حولها بشكل أعم من فكرة "فارس الأحلام"، فهي تشعر دائمًا باعتماديّة تسلب منها شعورها بالمسؤولية، وتنتظر دائمًا الرعاية ممن حولها.
بدأت السيدة "داولينج" باكتشاف هذه المشكلة في نفسها، الأمر الذي أخافها، فهي امرأة تحمّلت مسؤولية بيت وأسرة مكونة من 3 أطفال، بعد انفصالها عن زوجها، وقضت مدة طويلة صامدة ومتحمّلة تلك المسؤولية بالكامل، حتى راودها ذلك الشعور برغبة الاعتماد على شخص آخر!
قررت الكاتبة والباحثة النفسية "كوليت" البحث عن إن كان هذا شعور مقتصر عليها هي فقط، أم أنه شعور يراود جميع الناس؟ وبعد أن جابت أماكن كثيرة وبلاد كثيرة تسأل وتبحث عن هذا الشعور، فوجدت أنه شعور منتشر بين قريناتها من النساء، ولا يوجد عند الرجال، حيث تولد الأنثي وتتربى على فكرة أن دائمًا هناك شخص ما يبعد عنها الخوف والشر ويوفر لها كل ما تحتاجه، سواء كان الأب، أو الأخ، وأخيرًا الزوج.
أما عن "كوليت داولينج" فقد حاربت هذا الشعور بتحفيز فكرة أنها إنسان كامل لا ينقصه شئ ليعتمد على غيره، والدليل أنها عاشت فترة طويلة تقوم بدور الأم والأب، فما حاجة شخص آخر في حياتها الآن؟
في النهاية كوني واثقة أن الضعف من صفات النفس البشريّة، لكن إن راودك هذا الشعور فعليكِ التغلب عليه، لستِ أقل عزيمة من تلك الفتيات اللاتي شكلن بإرادتهن خطوات واضحة يمشين عليها دون تحكم من شخص آخر تحت أي مسمّى.
الكاتب
أمينة صلاح الدين
الأحد ١٧ ديسمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا