الحكاية وراء أغنية ”وحدن” لـ ”فيروز”
الأكثر مشاهدة
الحكاية وراء أغنية "وحدن" لـ "فيروز"
"يا ناطرين التلج ما عاد بدكن ترجعوا
صرخ عليهن بالشتى يا ديب، بالكى بيسمعوا"
من منا لا يعرف أغنية "وحدن" للسيدة فيروز، تلك الأغنية المرتبطة بفصل الشتاء، و التقلبات المزاجية فى ظل أجواءه، خاصةً بين الأحباء إذا ما واجهوا مشاكل فى علاقاتهم العاطفية، أحيانًا تصل للإنفصال.
"برج الحمام مسوّر وعالي
هجّ الحمام بقيت لحالي"
لكن ما القصة وراء تلك الكلمات؟ .. قد تبدو كلماتها عاطفية، تتحدث مثلاً عن شخص هجره حبيبه، وما زال الأول يبحث عن الآخر ويتذكره كلما هطل "التلج" معلنًا عن قدوم الفصل الذى تلاقا فيه، فصل الشتاء، وفى الحقيقة للكلمات قصة مختلفة.
تعوّد الشاعر اللبنانى "طلال حيدر" -وهو كاتب تلك الأغنية- أن يتناول فنجان قهوته صباحًا ومساءً فى شرفة منزله التى تطل على غابة.
كان يخرج كل صباح بفنجان قهوته ويجلس فى الشرفة ليراقب ثلاثة شباب يدخلون الغابة فى الصباح ولا يعودون إلا فى المساء، أثناء تناوله قهوته المسائيّة.
تعوّد "حيدر" عليهم، يلقون التحية عليه صباحًا، ويودعونه مساءًا، وهو لا يعلم ما السبب وراء دخولهم تلك الغابة واستغراق كل هذا الوقت.
وفى يوم 19 نيسان عام 1974 وبعد إلقاءهم تحية الصباح عليه قرر أنه لن يكتفي هذا المساء بالرد على تحيتهم المسائيّة، وسوف يتحدث معهم عن السبب وراء دخولهم لتلك الغابة، لكن مر المساء ولم يخرج الثلاثة من الغابة!
خلد الشاعر إلى النوم وفى ذهنه أسئلة كثيرة حول غيابهم، مرت أيام ولم يرهم الشاعر فى الصباح ولا المساء، الأمر الذى أثار ريبته.. حتى سمع الشاعر بخبر استشهاد ثلاثة شبّان عرب، بعد تنفيذهم لعملية استشهادية وسط الكيان الإسرائيلي، تحديدًا فى مستعمرة "كرياتش مونه".
تلك العملية استمرت 6 ساعات وأسفرت عن مقتل 18 محتلًا إسرائيليًا وعشرات الجرحي، واستشهاد ثلاثة شبّان "فلسطينى، وسورى، وعراقى" ، أولئك الثلاثة الذين تعوّدوا المرور من أمام بيت الشاعر "طلال حيدر".
بعد أن تأكد الشاعر أنهم هم أصحاب التحية الصباحيّة والمسائيّة كتب فيهم قصيدة "وحدن" وغنتها السيدة فيروز عام 1979 وعلقت بأذهاننا. وتلك كلمات القصيد ..
"وحدُن بيبقوا متل زهر البيلسان
وحدهُن بيقطفوا وراق الزمان
بيسكّروا الغابة وبيضلهن
متل الشتي يدقّوا على بوابي
يا زمان
يا عشب داشر فوق هالحيطان
ضوّيت ورد الليل ع كتابي
برج الحمام مسوّر وعالي
هجّ الحمام بقيت لحالي
يا ناطرين التلج ما عاد بدكُن ترجعوا
صرّخ عليهن بالشتي يا ديب بلكي بيسمعوا
وحدن بيبقوا متل هالغيم العتيق
وحدهن وجوهن وعتم الطريق
عم يقطعوا الغابة
وبإيدهن متل الشتي يدقّوا
البكي وهنّ على بوابي
يا زمان من عمر فيي العشب عالحيطان
من قبل ما صار الشجر عالي
ضوّي قناديل وانطر صحابي
مرقوا وفلّوا بقيت عبابي لحالي
يا رايحين والتلج ما عاد بدكن ترجعوا
صرخ عليهن بالشتي يا ديب بلكي بيسمعوا"
الكاتب
أمينة صلاح الدين
الأحد ٠٣ ديسمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا