خاتم الزواج الذي أنقذ رواية ”مائة عام من العزلة”
الأكثر مشاهدة
في مدينة "نيو مكسيكو" المكسيكية، بالتحديد أمام مكتب بريد "سان أنجل" عام 1966 كان الأديب "غابرييل غارسيا ماركيز" واقفًا هو وزوجته السيدة "مرسيدس" بهدف إرسال نسخة روايته "مائة عام من العزلة" بعد أن انتهى من كتابتها، إلى دار النشر "سود أمريكانا" بالعاصمة الأرجنتينية.
بعد أن كرّس كل وقته لمدة 18 شهر لكتابتها، كانت الحصيلة 510 صفحة، وبعد وزن موظف البريد للصفحات وحساب التكلفة كانت 85 بيزو، ولسوء الحظ كل ما كان يملكه هو وزوجته في هذا الوقت 50 بيزو، وبعد التفكير خرجا بحل معقول وهو تقسيم الرواية إلى جزئين وقاموا بإرسال الجزء الأول من الرواية، وعادا إلى المنزل بالنصف الثاني.
بعد عودة الثنائي، إلى منزلهما ظلا يبحثان عن أي شئ يمكن رهنه ليحصلا على ثمن إرسال الجزء الثاني من الرواية، فلم يجدا سوى الآلة الكاتبة، لكنهم سريعًا تخلّوا عن تلك الفكرة، فهي مصدر رزقهم الوحيد، وبعد التفكير في الاقتراض من الأصدقاء لم يجدا أحد لم يقترضا منه طيلة السنة ونصف الماضية.
حسمت "مرسيدس" الأمر باقتراحها رهن خاتم زواجها، لكن ماركيز رفض بشدة تنفيذ تلك الفكرة فرأى أن رهن خاتم الزواج فأل سئ، لكن مرسيدس أصرت ونفذت اقتراحها، وبعد رهن الخاتم أصبح معهم ثمن إرسال الجزء الثاني من الرواية وفاض منه أيضًا، وبالفعل ذهبا لإرسال نصف الرواية الثاني بعد ثلاثة أيام من إرسال نصفها الأول.
"الشئ الوحيد الذي ينقصنا هو أن تكون الرواية جيدة".. كانت جملة "مرسيدس" نهاية لحياة المعاناة التي تحملتها في سبيل الوصول لحلم مشترك بينها وبين "ماركيز" زوجها وحبيبها.
بعد نشر رواية "مائة عام من العزلة" عام 1967 تجاوز عدد طبعاتها الـ 53 مليون نسخة، كما تمت ترجمتها إلى أكثر من 30 لغة مختلفة، كما حصل مؤلفها الأديب "غابرييل غارسيا ماركيز" على جائزة نوبل للآداب عن تلك الرواية التي لولا خاتم الزواج لما خرجت للنور.
الكاتب
أمينة صلاح الدين
الإثنين ٢٢ يناير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا