اليتيمة التي خلدت الرياضيات اسمها
الأكثر مشاهدة
ابنة السبع سنوات تفقد أباها، وتجد نفسها ملزمة بمساعدة والدتها في الاهتمام بأخواتها الأصغر منها، رغم عدم كونها أكبر الأخوات فهى رقم ثلاثة ضمن سبع أو ثماني أبناء لتاجر الساعات اليهودي والخياطة، لكنها ساهمت في رعايتهم حتي تأتيها دعوة من عماتها اللاتي يديرن مدرسة في مكان ما غرب لندن لتأتي إليهن وتتلقى العلم مع أبناء وبنات عماتها، وتذهب "فيبي سارة ماركس" حيث تتلقى العلم وتتعرف لأول مرة لما شغفت به حبًا وعشقًا لبقية حياتها وهي العلوم والرياضيات تحديدًا.
كان شغفها تحدي كبير يواجها حيث كان الوقت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وما تزال النساء في ذلك الوقت يحارين لدخولهن الجامعات والحصول على الدرجات العلمية أسوة بالرجال، لكنها التحقت بجامعة كامبردج كلية جريتون حيث درست الرياضيات، وقامت بصناعة جهاز لقياس الضغط وكان لها العديد من الأنشطة منها تأسيس نادي للرياضيات، ورغم كونها قد مرت باختبار الرياضيات بتفوق الا أن الجامعة لم تعطيها درجة علمية لأن في ذلك الوقت لم تمنج كامبردج للنساء سوى الشهادات العلمية، لكنها لم تيأس حيث أكملت بجامعة لندن وحصلت على بكالوريوس العلوم.
بعد عودتها للمنزل عملت بالتعليم والتطريز كي تنفق على نفسها وأختها، لكن شغفها بالرياضيات لم يقل استمرت في تطوير نفسها وقام بحل العديد من المسائل الرياضية ونشرت في تايمز التعليمية، وبدأت في حضور دروس مسائية في مجال الكهرباء على يد البرفسور ويليام أيرتون والذي ستتزوجه بعد ذلك، ويصبح أسمها "هرثا ماركس أيرتون" حيث أنها في مراهقتها اختارت اسم هرثا من قصيدة تتحدث عن رفض الديانات المنظمة، واختارته في طريقها لتكون "لا أدرية" كما ستصبح فيما بعد.
احتفال جوجل بعيد مولد "هرثا أيرتون" ال162 في 28أبريل 2016
سجلت "هى" 26 براءة اختراع في المقسمات الرياضية ومصابيح القوس الكهربائي والأقطاب الكهربائية، وكانت بدايتها مع بداية ثلاثينتها عام 1884، ونشرت العديد من المقالات العلمية في مجالات العلوم المختلفة، كانت أول سيدة تخرق السائد في ذلك الوقت وتقرأ بحثها أمام أعضاء مؤسسة المهندسين الكهربائيين، ونجحت أن تكون أول سيدة ضمن أعضاء المؤسسة، ومنحتها المؤسسة جائزة "ميدالية هيوز".نجاح "هرثا" دفع بالجمعية البريطانية للعلوم بفتح المجال أمام النساء في نشاطاتها، رغم ذلك رفضت الجمعية الملكية أعطائها الزمالة لأنها امرأة، رغم ذلك ساعدت في انقاذ العديد من الجنود في الحرب العالمية الأولى بإختراعها مروحة "أيرتون" التي تبدد الغازات السامة داخل الخنادق.
تأثير "هرثا" لم يقف حد بريطانيا بل امتد دوليًا ما جعل للسيدات مكتسبات جديدة في طريق التحديات الكبيرة التي أمامهن، وساعدت في تأسيس الاتحاد الدولي لنساء الجامعات.
الكاتب
نيرة حشمت
الخميس ٢٨ أبريل ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا