حكاية السيدة التي هزمت الشرق وكانت أول رئيسة منتخبة في أندونيسيا
الأكثر مشاهدة
"شاورهن وخالفوا شورهن"
أثبتت العديد من السيدات قديمًا وحديثًا كذب هذا المثل وبعده التام عن الحقيقة، كن أغلب تلك السيدات في التاريخ الحديث منتميات للغرب، ولا غرابة في ذلك فما تزال نساء في الشرق يجاهدن واقعهن المرير الذي حرمهن من مناصب كثيرة، لكن قليلات تمكن من خلق حيز مختلف لهن، مثلها "هى" التي تربت في بيت غارق في الشئون السياسية، كيف لا وقد كان والدها أول رئيس لأندونيسيا "أحمد سوكارنو".
هي "ميجاواتي سوكارنوبوتري" ولدت في عام 1947، كانت أول فتاة لأحمد سوكارنو وثاني أولاده، تزوجت ثلاث مرات الأولي عام 1970 لكن ما لبث أن توفى زوجها في حادث تحطم طائرة، ثم تزوجت من الدبلوماسي المصري جمال حسن ولم يستمر الزواج وانفصلا، ثم تزوجت من "توفيق كيماس" وهو الزوج الذي منه أنجت أولادها الثلاث.
بدأت مشوار السياسة في أواخر الثمانيات بعد أن أصبحت عضوة البرلمان الشعبي أو المجلس الشوري الأندونيسي، وما لبثت في التسعينات حتى نالت رئاسة حزب النضال الديمقراطي، لكن الحكومة وقتها استشعرت الخطر من نجاحها خاصة وقد حصدت قلوب وألباب العديد من الطبقات الفقيرة في البلد، كما أن كونها لابنة مناضل معروف كان يقوى من اسهامها، فحاربتها حتى نجحت في عزلها عن رئاسة الحزب وبذلك حرمت من خوض انتخابات الرئاسية في 1998، ما سبب احتجاجات قوية من قبل أنصارها ولد عنها أعمال شغب وعنف لم تعرفها البلاد منذ سنوات.
لكنها تملك من العزم والإرادة التي لا تلين، ساعدتها على خوض الانتخابات مرة أخرى في مطلع الألفية لتفوز بالرئاسة في الفترة بين 2001-2004، كانت فترتها الرئاسية حافلة بالعديد من المواقف والأزمات، فبداية من الفشل الإقتصادي، ووقوع حركة انفصالية في اقليم انيشه، وهجمات ارهابية، كما كانت المعرضة لها بالمرصاد فوجهت لها اتهامات بالفساد، ولم تكتفى بذلك بل انتقدت ارتفاع نسبة البطالة في البلد، كل ذلك لم يساعدها على مد فترتها الرئاسية لفترة أخرى.
بالرغم من ذلك لم تترك "ميجاواتي" السياسة واستمرت فيها يساندها زوجها "كيماس"، وحاولت خوض السباق الرئاسي مرة أخرى لكنها فشلت في عام2009.
في سنواتها اللاحقة تعرضت لتجسس مخباراتي من قبل النظام الأندونيسي بسبب نشاطها المعارض للحكومة، بعدما وجهت انتقادات عدة منها فشلها في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء.
ربما تعود "ميجاواتي" للرئاسة مرة أخرى فقد أشيع عن عزمها خوض الانتخبات الأندونيسية القادمة، وربما تفشل بها، مهما حدث فقد أفسحت مكان جديد لنساء الشرق.
الكاتب
نيرة حشمت
الإثنين ٣٠ مايو ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا