تغريد حكمت...المرأة التي انتقلت من أروقة التعليم إلى أول قاضية في الأردن
الأكثر مشاهدة
خرجت من رحم أسرة مناضلة فهى ابنة "الزرقاء" ولدت عام 1945، والدها "مصطفى حكمت العياشي"، الحاكم الإداري لعدة محافظات أردنية، وهو الضابط السوري خريج الكلية الحربية في أسطنبول الذي ثار ضد الفرنسيين إبان ثورة 1920، ووالدتها "نجمية حكمت"، تركية الأصل، مثقفة وذات شخصية قوية، ألفت كتاباً عن حياتها بعنوان "60 عاماً من حياة امرأة أردنية".
"تفوقت في الثانوية العامة والدراسة المدرسية، ولكن لعدم وجود الفرع العلمي حينها إلا في عمان وأنا وأهلي سكان الزرقاء اضطررت الموافقة على دراسة الفرع الأدبي ومع ذلك تفوقت به" بهذه الكلمات تحدثت حكمت في إحدى حوراتها الصحفية عن بداية مواجهاتها للصعاب على الصعيد التعليمي.
واستكمالا للمصاعب، بعد أن وافق والدها على دراستها من خلال بعثة إلى"الجامعة الأمريكية" بيروت في لبنان، لم يحالفها الحظ وتوفي والدها، ما دفع بأسرتها إلغاء سفرها، ونظراً لتفوقها الدراسي في "الثانوية" عينت مدرسة والتحقت بسلك التربية والتعليم.
"أجّلت في تلك الفترة ممارستي للمحاماة التي تحتاج لساعات عمل طويلة خارج البيت، ولأنني مقتنعة أن الأمومة فوق كل الطموحات، آثرت أن أربي أولادي حتى يكبروا إلى أن بدات بممارسة مهنتي التي أحببتها وهي المحاماه في عام 1982"، قالت هذه الكلمات في إحدى مقابلاتها الصحفية عن زواجها خلال فترة دراساتها للحقوق من جامعة دمشق وأنجبت طفلان.
له العديد من الخبرات العملية حيث عملت محامية أمام المحاكم الأردنية 1982 – 1996، أول قاضٍ امرأة في الأردن 1996 -2003، أول قاضي عربية ومسلمة في القضاء الجنائي الدولي 2003 – 2011، محاضر في اللقاء السنوي في جامعة هارفرد 2006 – 2011، رئيسة المحكمة الجنائية الدولية في رواندا 2009 – 2010، ومحاضرة في جامعة west point نيويورك 2011 – 2012.
كما عملت محاضرة في جامعة "scton hall" نيويورك، وعضو مجلس الأمناء في المؤسسة الدولية للنساء القاضيات بواشنطن، وعضو المؤسسة الأميركية للقانون الدولي بواشنطن، عضو اللجنة المركزية لعدالة الجندر، رئيسة مشروع حماية الأسرة.
أأ قالت أن "العدالة نوعان":(عدالة السماء وعدالة الأرض، عدالة السماء مطلقة ولا حدود لها، عدالة الأرض نسبية وعُرضة للخطأ والصواب، إذ فقدنا ثقتنا بالقضاء، فقدنا كل شيء، وانتقلنا من عالم تسوده قُوة القانون إلى عالم يسوده قانون القُوة وشريعة الغاب".
"من حياة بسيطة إلى محطات اختلفت شكلاً ومضموناً، وكأنني في واسطة نقل، وكل محطة لها، اسم وشكل مختلف، كل محطة من محطات حياتي كانت مفاجأة لم أخطط لها، ولم أحلم وأنا في المدرسة الثانوية في مدينة الزرقاء أن الله سيهبني هذه الفرصة بأن أصل إلى رئاسة هيئة المحكمة الجنائية الدولية"، قالت هذه الكلمات في مقدمة كتابها "القاضي الدولي العين تغريد حكمت قصة طموح".
يتضمن الكتاب سبعة أبواب، يتناول الباب الأول الذي جاء بعنوان "المولد والنشأة والعائلة والدراسة"، بينما يتحدث الباب الثاني عن "التعليم، العمل بمهنة المحاماة، بينما يستعرض الباب الثالث "ترشيح القاضي تغريد حكمت بالمحكمة الجنائية الدولية"، ويتناول الباب الرابع "قضايا المحكمة الجنائية الدولية"، ويقدم الباب الخامس "نماذج من عمل المحاكم الجنائية الدولية والوطنية"، ويتحدث الباب السادس عن "الأعمال الأخرى والنشاطات التطوعية"، ويشير الباب السابع إلى "المحاضرات والندوات والمؤتمرات"، بالإضافة إلى مقابلات صحافية أردنية والعربية مع حكمت.
أجرت العديد من الأبحاث والدراسات مثل أخلاقيات القضاء، العلاقة بين الدساتير الوطتية والقانون الدولي، العنف الاسري العنف ضد المراة والإساءة للطفل، ولها العديد من الدراسات في حقل "المراة والقضاء".
حصلت على العديد من الأوسمة منها "وسام الحسين" للعطاء والتميز في القضاء والعمل من الدرجة الأولى، وسام مملكة البحرين- المرأة العربية المتميزة، المرأة العربية المتميزة في حقل القضاء والقانون على مستوى الوطن العربي، وجائزة حقوق الإنسان الأمم المتحدة على مشروع حماية الأسرة.
الكاتب
سمر حسن
الإثنين ٠٣ أكتوبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا