سعاد ماهر.. العميدة صاحبة أول دكتوراة في الآثار الإسلامية
الأكثر مشاهدة
النبوغ وحب المعرفة، والقدرة على البحث والتنقيب سمات اتصفت بها الدكتورة سعاد ماهر، ابنة أسوان، التي كانت أول من أوائل المهتمين بدراسة الآثار الإسلامية، وكرست لها من الوقت والعمر الكثير.
تشتهر سعاد بكونها أحد أعمدة كلية الآثار بجامعة القاهرة، ولدت في 29 أغسطس 1917، والتحقت بكلية الآداب قسم تاريخ، وتخرجت منها عام 1946، ثم قررت أن تنال درجة الدكتوراة في الآثار الإسلامية عام 1954، فاختارت أن يكون موضوع رسالتها حول "المنسوجات المصرية في عصر الانتقال من الفتح الإسلامي وقيام الدولة الفاطمية"، وتكون أول سيدة في العالم تحصل على دكتوراة في الآثار الإسلامية.
وبعد إنشاء كلية الاثار، تم تعيين سعاد كمعيدة بها في الفترة من 1974 إلى 1977، وفي خلال تلك الفترة، أشرفت على عدد من الحفائر، منها: حفائر كلية الآثار بمنطقة الفسطاط من عام 1973 إلى 1975، والحفائر بالجبانة القبطية بسقارة، وحفائر الكلية بمنطقة بطن أهريت بالفيوم، كما أشرفت على ما يقرب 64 رسالة للماجيستير والدكتوراة لطلاب مصريين وعرب، ومن دول الصين وإيران وباكستان والولايات المتحدة وألمانيا.
ألفت المعيدة أكثر من 80 كتاب، من بينهم موسوعات حول العمارة الإسلامية والفن الإسلامي، وأشهرهم على الإطلاق موسوعة "مساجد مصر وأولياء الله الصالحين"، الذي صدر في أكثر من ألفي صفحة مقسمة على خمسة أجزاء، و"موسوعة البلد الأمين خلال 14 قرن"، و"القاهرة في ألف عام" و"مدينة أسوان وآثارها القبطية والإسلامية".
كانت سعاد عضوا في عدد من الجمعيات، فكانت عضو بالجمعية المصرية للدراسات التاريخية، الهيئة العليا للآثار المصرية، لجنة المتاحف والآثار الدولية لتابعة لمنظمة اليونسكو، لجنة المتحف الإسلامي، ولجنة المتحف القبطي.
خلافا لتميزها العلمي والثقافي، فكانت أيضا أول سيدة في العالم تحصل على وسام جمعية سانت مارتينون، التي يعود إنشاؤها إلى القرن الرابع عشر الميلادي، تقديرا لتميز موضوعات بحوثها ودراساتها العلمية في إبراز أوجه التسامح في الدين الإسلامي، ونالت عددا من الأوسمة والجوائز الأخرى، منها: وسام الجمهورية من الطبقة الثانية عام 1977، نيشان الاستحقاق من هيئة فرسان العصور الوسطى لكتابة المادة العلمية لثلاثة أفلام عن اليهودية والإسلام والمسيحية، وسام الجمهورية من الدرجة الأولى.
وبعد عمر طويل، أفنته الدكتورة في خدمة العلم والبحث توفيت عام 2006 عن عمر ناهز الثمانين.
الكاتب
هدير حسن
الثلاثاء ٢٥ أكتوبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا