نادية يونس.. دبلوماسة الأمم المتحدة التي قتلها الإرهاب
الأكثر مشاهدة
بعد سماع دوي انفجار هز أرجاء بغداد ظهيرة يوم 19 أغسطس 2003، واستهدف فندق القناة، الذي اتخذته الأمم المتحدة مقرا لها، علمت مصر حينها أنها خسرت واحدة من أفضل السيدات اللاتي مثلن بلادهن خير تمثيل، فكانت سيدة "المراسم" التي أفنت نصف عمرها في أروقة الأمم المتحدة.
كانت نادية يونس واحدة ضمن آخرين يمثلون معا الفريق الممثل للأمم المتحدة في العاصمة العراقية، ورحلت مع 22 منهم بسبب عمل إرهابي تبناه تنظيم تابع للقاعدة، بينما جُرح آخرون.
قبل التكليف بالسفر إلى بغداد بشكل مؤقت، كانت نادية قد تولت أعلى المناصب في هيئة الأمم المتحدة، حيث قضت بها أكثر من 30 عاما، بعد أن أنهت دراستها الجامعية في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة، ومنها إلى نيويورك حيث نالت شهادة الماجيستير في العلوم السياسية والقانون الدولي.
أول مهامها داخل الأمم المتحدة كانت عام 1970، حين عملت كموظفة صحفية في قسمي اللغة الإنجليزية والفرنسية، ثم تم تعيينها كمتحدثة باسم رئيس الدورة الـ 42 لجلسات الأمم المتحدة، ومن مارس 1988 وحتى يناير 1993 عملت نائبة المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة.
تولت إدارة مركز معلومات الأمم المتحدة بروما، وترأست شعبة وسائط الإعلام في دائرة العلاقات العامة بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، وعام 1998 اعتلت أهم مناصبها على الإطلاق وهو رئاسة إدارة المراسم، فكانت مساعد أمين عام الأمم المتحدة لشئون الجمعية العامة والمؤتمرات.
تركت هذا المنصب بعدها بعام، لتعمل في بعثة إدارة إقليم كوسوفو التابعة للأمم المتحدة، وكانت مسئولة عن المعلومات والاتصالات حتى عام 2001، حين عادت إلى رئاسة "المراسم" مرة أخرى، وكانت وظيفتها تجعلها من أهم الدبلوماسيين في الأمم المتحدة، خاصة، وقت الاجتماعات الدولية الكبرى، فهي المسئول الأول عن التنظيم وترتيب اللقاءات، وإلقء الكلمات، وتنظيم الاجتماعات الخاصة بين الزعماء، فهدفها هو تقليل الاحتكاك بين الدول المتنازعة والمتحاربة، وإعطاء كل شخص أهميته، وتقديره واحترامه.
قبل أن تتوجه إلى بغداد، حيث واجهت مصيرها الأخير، شغلت منصب مديرة العلاقات الخارجية في منظمة الصحة العالمية، وتركت أثر بالغ لدى المنظمة رغم قصر مدة عملها بها، للدرجة التي جعلت المنظمة تنعيها على صفحتها الخاصة "تنعي منظمة الصحة العالمية واحدة من أكثر مسؤوليها المحترمين والفعالين والمثيرين للاهتمام".
ولدت نادية يونس في القاهرة في 13 يونيو 1946، ورحلت وهي في الـ 57 من عمرها، بنفس طيبة عُرف عنها الثقة بالنفس والمرح والنشاط.
الكاتب
هدير حسن
الإثنين ٠٦ مارس ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا