عبير السهلاني.. عراقية أشعلت الحياة السياسية في السويد
الأكثر مشاهدة
داخل أسرة عملت ونشطت بالسياسة في ظل دولة ونظام لا يقبل الاعتراض أو السير عكس التيار، ولدت عبير السهلاني في منطقة الناصرية بالعراق في 18 مايو عام 1976.
منذ سنوات عمرها الأولى، عاشت تفاصيل العمل السياسي، وتذوقت مرارة القمع والملاحقة الأمنية، فتعرض والدها عبد فيصل السهلاني لتجربة الاعتقال داخل سجون العراق وقت هيمنة نظام صدام حسين على الحياة في بلاد الرافدين، فهربت مع والدتها إلى بلاد أوروبا للتخلص من البطش والطغيان.
ظلت تتنقل بين دول أوروبا حتى تم تهريبها وحدها كلاجئة إلى السويد، وهي في الخامسة عشر من عمرها، وحاولت أن تجمع شمل عائلتها. وظل الاهتمام بالسياسة والانخراط في العمل المدني والمجتمعي يسري في دمائها، وكأنها ورثته، فتطوعت في منظمات المجتمع المدني، وشاركت في المجالات المهتمة بالدفاع عن الحقوق والحريات.
أكملت عبير دراستها في السويد، ونالت الماجيستير في تحليل أنظمة الكمبيوتر من جامعة ستوكهولم، وعملت في عدد من النشاطات الحزبية السياسية بالسويد، كما انتخبت لقيادة الحزب الديمقراطي للسويديين الجدد، فعملت في البرلمان كمساعدة سياسية لنائبة رئيس وزراء السويد، وكانت أول عراقية تدخل البرلمان السويدي.
بانتخابات البرلمان الأوروبي عام 2009 حصلت على دعم حزب الوسط السويدي، وتمكنت من إقناع أكثر من 7 آلاف ناخب منحوها أصواتهم، وتولت منصب مستشارة السياسة الخارجية، ولكن لأن السياسة لعبة احتيال وصراعات، تم إيقاف عبير السهلاني عام 2013 عن العمل من قبل حزب الوسط السويدي، الذي كانت ضمن هيئته العليا، لاتهامها بالاحتيال المالي بمبلغ يقدر بنصف مليون دولار أمريكي، وهي أموال مساعدات موجهة للشعب العراقي، ولكن بعد ما يقرب من عامين تم غلق القضية وتبرئة عبير.
بعد سقوط نظام صدام حسين في 2003، عادت عبير إلى العراق متمنية أن تتحقق الديمقراطية، فنشطت في مجال الدفاع عن حقوق المرأة والأطفال، وساهمت في تأسيس التحالف الوطني الديمقراطي، ولكنها لم تستطع أن تواصل العمل السياسي في العراق بعد الصراعات التي أغرقتها، فرأت أن سقوط النظام القديم لم يحقق ما يأمله الشعب العراقي، ولكن على العكس تغرست الطائفية بشكل أكبر، فعادت عام 2007 إلى السويد.
تؤمن عبير بالديمقراطية إلى أبعد الحدود، وترفض النظرة السلبية للمرأة في الشرق الأوسط، التي تضعها في قالب السيدة المسكينة المغلوبة على أمرها، ولكنها ترى في نفسها وفي النساء العرب القوة والجدارة.
الكاتب
هدير حسن
الخميس ٣٠ مارس ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا