”سهير جلبانة” أول سيناوية بالبرلمان تمنح المصريين ”25 أبريل” إجازة
الأكثر مشاهدة
ابنة سيناء، أرض الفيروز التي تشبعت رمالها بدماء أبنائها دفاعا عن العرض والشرف، كانت المرأة السيناوية الأولى التي تمثل أهل شبه الجزيرة بالبرلمان، فهي سهير جلبانة الصامدة "أم الشهيد" المثالية.
خلال حرب الاستنزاف ومع بوادر حرب أكتوبر، كان لسهير دورا واضحا كغيرها من نساء سيناء، فكانت تساهم في مداواة جروج الجنود وضباط الجيش، وتحلب أغنامها لتطعمهم هم فقط، وتصدت لمحاولات العدو الإسرائيلي بتعقب الجنود واقتفاء أثرهم، فكانت تمحوها من خلال السير وراء جنود الجيش المصري لإخفائها، بخلاف دورها كواحدة من أبناء سيناء الأعلم بصحاريها ودروبها، فتهدي القوات المسلحة إلى الطريق السليم.
ولدت ونبتة حبها لسيناء مزروعة بداخلها وتنمو معاها، فحتى مع استشهاد ابنها عادل الفار في أثناء انفجار قنبلة كان يجهزها ليستخدمها المقاتلون، فأحدثت ضجة واسعة هزت أركان قرى سيناء، فهرعت الأم إلى ولدها، وما إن رأت أشلاءه متفرقة في المكان حتى عكفت على جمعها بصبر وحب، ومعها أخفت كل أوراقه وبياناته وما يحمله من مطبوعات بفطرتها، وهي التي لا تتقن القراءة والكتابة، حتى لا تكشف هويته للعدو المتربص.
نالت جلبناة في السبعينيات لقب الأم المثالية، نتيجة صبرها وجلدها على فقدان أعز ما تملكه أي أم، كما تم اختيارها بلجنة رعاية المهجرين من بلادهم نتيجة ظروف الحرب، وعام 74 اختيرت عضو مجلس محلي وكانت ترعى أسر الشهداء والجرحى، وكان لتوليها رئيسة جمعية الشابات المسلمات ومقررة المجلس القومي للمرأة السابق بشمال سيناء رغبة منها في أن تحسن من أوضاع السيدات والمجتمع السيناوي.
أصر أولادها على أن تترشح لعضوية مجل النواب (الشعب) عام 1979، وقاموا بتجميع الأموال اللازمة لذلك، وكان قرارهم شديد الصواب، فالنائبة السيناوية الأوةلى بالبرمان منحت المصريين يوم 25 أبريل إجازة رسمية، بعد أن تقدمت بمشروع قانون يطلب أن يتم تحويل هذا اليوم إلى عيد قومي يحتفل بتحرير سيناء، ونال المشروع موافقة رئاسية مباشرة دونالعرض للمناقشة والجدال، ومن يومها أصبح المصريون يحتفلون برفع علم مصر على آخر جزء تم استرداده من العدو الإسرائيلي عام 1982.
ظلت قضايا مجتمعها تشغلها، فساهمت في حصول أبناء سيناء والعاماين بها على 75% بدل عمالة لتشجيع التنمية والاستثمار بشبه الجزيرة، إلى جانب إدخال الإذاعة المحلية، وتمنت أن ترى سيناء مزروعة بالبشر ليعملوا على تحقيق التنمية، واستحقت عن مشوار طويل من النضال لقب "لؤلؤة سيناء" ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1999.
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ٢٦ أبريل ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا