ست المُلك.. مستشارة الحاكم بأمر الله التي ألغت قوانينه ضد المرأة
الأكثر مشاهدة
كان لدى الإمام الخليفة العزيز، خامس الخلفاء الفاطميين في مصر، سبع بنات أشهرهم "ست المُلك"، وكان الإمام هو الوريث الشرعي للمعز بعد وفاة أخيه الأكبر.
ولدت ست المُلك لأم جارية قبطية من أصول بيزنطية عام 970 في المنصورية، وكانت تتميز بالشجاعة والجمال، وكانت تحب التحلي، فكان لديها ما يقرب من 4 آلاف خادمة لمساعدتها في ارتداء الملابس من الحرير والكتان والقماش الملكي المطرز.
كانت تتمتع ست الملك بالثراء الفاحش، والتدليل المبالغ به، فكانت الخادمات يقومون بمساعدتها في الاستحمام بالعطور النادرة، والتزيين بالمجوهرات الثمينة، كما كانت تقيم في قصر البحر، ولأنها الأقرب إلى والدها، فوفر لها أمهر مصممي الأزياء لتصميم الزي الرسمي الحكومي، إلى جانب ما تريده من الملابس.
بعد وفاة والدها عام 996، افتقدت كثر من الميزات التي منحها إياها، فصعد أخاها (غير الشقيق) الحاكم بأمر الله إلى الحكم وهو ما زال طفلا لم يتعد الثماني سنوات، فكانت تنوي ان تكون المستشارة له، ولكن أتى بارجاوان ليشغل هذا المنصب، وصلته بـ "ست المُلك" لم تكن على ما يرام.
وبعد أن جعلها بارجاوان على الهامش، وقلل من أهميتها في المساهمة في إدارة شئون الحكم، تم قتله، وأصبحت "ست المُلك" المستشار الجديد للحاكم بأمر الله، فكان يستشيرها في التعاملات السياسية كافة، ويقدر رأيها، ويستمع إلى نصائحها.
ولأن أمور السياسية تحوطها المكايد من كل اتجاه، دب احدهم الغيرة في نفس الحاكم بأمر الله تجاه "ست المُلك"، فابتعد عن استشارتها وأصبح يكن العداء للنساء، وأصدر قوانين وقرارات تمنع نساء البلد من الخروج إلى الشوارع بوجوه مكشوفة، وتعسف في تنفيذ هذه القرارات للدرجة التي سببت في قتل وسجن كثير من النساء في عهده، ولم يقتصر الأمر على عامة النساء ولكنه قتل أيضا عديد من خليلات الخليفة وأمهات أبنائه.
بعد وفاته، أصبحت "ست المُلك" الوصي على الريث الشرعي له الملك الزاهر، فاستطاعت أن تلغي القوانين التي وضعها، وتعيد للمرأة كثير من حقوقها، إلى جانب قدرتها على التحكم في أمور السياسة واستقطاب رجال البلاط الأقوياء لصالحها، ونالت رضا الشعب بعدما أصلحت قانون الضرائب، وقامت بإرجاع الأراضي التي صادرها الحاكم بأمر الله. وتوفيت عام 1023 ميلاديا.
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ٢١ يونيو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا