نسيبة بنت كعب.. أول المسلمات من أهل المدينة

نسيبة نت كعب بن عمرو، لُقبت بأم عمارة، أول من اعتنق الإسلام من أهل المدينة، سافرت هي وسيدة أخرى ضمن 75 شخصا من المدينة إلى مكة لمبايعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عام 622، وتعهدت معهم بحماية الرسول ومحاربة من يحاربه.

كانت تشارك أم عمارة وتأخذ مكانها في العديد من المعارك سواء في حياة الرسول وبعد مماته، ففي عام 625 ميلاديا انضمت لجيش محمد في غزوة أحد، وكانت ترافق زوجها غزية بن عمرو وولديها عبد الله وحبيب.

وكانت تسقي الجنود وتداوي الجرحى، وفي غزوة أحد عندما وجدت كثيرا من المسلمين يفرون من ساحة القتال، ويتركون سيدنا محمد وحيدا، بدأت تقاتل دفاعا عنه وعن الإسلام، ولما رأها سيدنا محمد دون ترس واق حتى أمر أحد المنسحبين بإعطائه ترسها، وقال عنها رسول الله "ما التفت يوم أحد يمينا ولا شمالا إلا وأرها تقاتل دوني"، وأصيبت في هذا اليوم بعدد من الجروح

بعد وفاة الرسول انضمت لجيوش محاربة الردة، وظهرت شجاعتها وصبرها عندما تحملت ما تعرض له ابنها الأكبر على يد مسليمة الكذاب، الذي قتل ولدها عندما رفض أن يقول بإنه رسول الله دون محمد، وتعتبر نموذجا ومثالا يُحتذى به.

وتعهدت نسيبة بأن تقتص لابنها، وهو ما استطاع ابنها عبد الله أن يفعله، فقتل مسيلمة بسيفه، وفي معركة اليمامة، التي تعد آخر المعارك التي اشتركت بها، أصيبت بجروح غائرة ظلت تعاني آلامها لعام كامل حتى وفاتها.