زُبيدة زوجة هارون الرشيد.. صاحبة طريق الحجاج العراقيين
الأكثر مشاهدة
ولدت زُبيدة ابنة عم الخليفة هارون الرشيد وابنة جعفر ابن المنصور في الموصل بالعراق عام 766 ميلاديا، ونشأت في كنف العائلة الملكية، هي أم جعفر التي يُعتقد أن اسمها "أمة العزيز"، وجدها الخليفة المنصور مؤسس الدولة العباسية، هو الذي أطلق عليها زبيدة بمعنى قالب الزبد الصغير.
تعتبر واحدة من أهم نساء الدولة العباسية، فهي زوجة الخليفة هارون الرشيد، وفي حفل زفافهما بقصر الخلد ظهرت كل أنواع الأحجار الكريمة والعطور الطيبة وأحواض ممتلئة بالدنانير تم توزيعها على المدعوين.
وكانت تهتم بالعلوم والآداب، واستطاعت أن تجعل من العاصمة العراقية بغداد مقصدا للشعراء والأدباء، وبذلت في سبيل ذلك الأموال الطائلة، كما عملت على أن تكون العراق وجهة العلماء من الزوايا الأربع للدولة، واهتمت أن تحسن من أمور الدولة وتيسر الأمور على العامة، الذي كانوا يصفونها بالكرم وحب الخير.
أنفقت أم جعفر ما يقرب من ثلاثة ارباع مليون دينار بتحسين وتجديد الإمداد المائي للمدينة، وبناء قناة من أحد ينابيع حنين، وعرفت القناة التي مهدتها بـ "عين زٌبيدة"، وذلك بعدما لمست معاناة الحجاج في الحصول على مياه للشرب في أثناء رحلتهم لزيارة بيت الله، كما أمرت أم جعفر بتوفير طريق للحجاج العراقيين لمكة والمدينة وعرف بـ "طريق زُبيدة"، وذلك لأن الطريق كان موحش وصعب.
كانت زُبيدة تمتلك العديد من الأراضي في العراق، ولديها السيطرة الكاملة على أملاكها، واهتمت بمظهرها وبالأدوات التجميلية بشكل كبير وأنفقت عليها أموالا طائلة، فكانت أول من يرتدي الحذاء المرصع بالأحجار الكريمة، فأرجع كثيرون الفضل لها في تطور الأزياء النسائية في العصر العباسي.
ومن شدى الترف والبذخ والسخاء الذي اشتهرت به زُبيدة وزوجها الخليفة، للدرجة التي جعلتها تتخذ أدوات القصر من الذهب والفضة المكللة بالجواهر، يعتقد كثيرون بسبب ذلك أن نمط حياتهما تم بناء كتاب "ألف ليلة وليلة" على أساسه، ولكن رغم ذلك كانت زُبيدة زوجة مساندة وسيدة متواضعة.
تولى الحكم بعد وفاة زوجها هارون الرشيد ابنه من أخرى عبد الله المأمون، الذي أكرمها وعاملها كأمه وعاشت في قصرها "القرار" بعد رحيل الزوج، حتى توفيت بعده بـ 32 عاما في سنة 831 ميلاديا.
الكاتب
هدير حسن
الإثنين ٠٣ يوليو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا