خلود الفقيه.. أول قاضية شرعية في فلسطين
الأكثر مشاهدة
منذ عام 2002، مع أولى خطواتها في مجال المحاماة، لاحظت خلود الفقيه أن فلسطين لا يوجد بها قاضيات شرعيات، المر الذي لم يرق لها، فعكفت على مدار ست سنوات تعمل على تحقيق الهدف الذي وضعته لنفسها في أن تكون المرأة العربية الأولى التي تعتلي منصة القضاء الشرعي.
"إذا لم احقق العدالة لنفسي، لن أستطيع أن أحققها للناس" هذا ما آمنت به القاضية الفلسطسينية خلود محمد أحمد الفقيه، فسعت وراء حقها في نيل منصب لا يمنعها عنه القانون ولا الشرع، ولكن فقط تقف أمامه العادات والتقاليد، فبعد التخرج من كلية الحقوق بجامعة القدس عام 1999، والحصول على درجة امتياز، بدأت في مزاولة مهنة المحاماة بشقيها النظامي والشرعي.
عملت بالمحاماة مدة 8 سنوات، ومستشارة قانونية لمركز المرأة للإرشاد القانوني والمجتمعي، فلفت انتباهها في البداية عدم وجود امرأة في منصب القاضي بالقضاء الشرعي، مما جعلها تعد دراسة تبحث فيها عن الأسباب، ووجدت أن لا موانع دينية وشرعية، إلى جانب خلو القانون من أي قيود متعلقة به، فذهبت إلى قاضي القضاة تخبره برغبتها في أن تكون قاضية شرعية، وتقدمت في عام 2004 للمشاركة في مسابقة تعيين القضاء، ولكن كان الموعد المحدد قد فات.
علمت الفقيه بالموعد الجديد، واستعدت جيدا لاختبارات القبول في 2008، وكانت المرأة الوحيدة التي يتم قبولها من 45 شخصا، وفي 15 فبراير 2009، أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوم رئاسي بتعيين خلود الفقيه في سلك القضاء الشرعي، لتصبح أول فلسطينية وعربية تصل إلى هذا المنصب، متخطية العادات والتقاليد.
لم يكن الوصول للمنصب سهلا، فوجدت المعارضة والتقليل من أهمية ما تفعله، ومن قدرة النساء على العمل في مجال القضاء، ولكنها اعتبرت أن نجاحها في إتمام عملها القضائي هو رسالة ورهان لكل منتقدي عمل المرأة في مجال بعينه، فكان توليها المنصب انطلاقة لتحقيق العدالة، وتمثيل للمرأة في فرع مهم من فروع القضلء، كون القضاء الشرعي يحكم في قضايا الأحوال الشخصية من طلاق ونفقة وحضانة.
"بسبب ثقافة العيب، تتحرج النساء من أن تفصح عن كثير من قضاياها، فتبيقى منازعاتها حبيسة المنزل" لذلك تعتبر الفقيه أن وجود امرأة بهذا المنصب يسمح لكثير من السيدات أن يبحن بمشكلهن، خاصة، تلك التي قد يمتنعن عن ذكرها في ظل وجود قاضي ذكر.
ورغم حُجة مشاعر المرأة المرهفة وعاطفيتها الزائدة، التي يرى كثيرون أنها تعوق عمل النساء بالقضاء الذي يستم بالجدية والصرامة، تعتبر الفقيه أن تلك الحجة واهية وغير منطقية، "الإنسان سواء ذكر أو أنثى له مشاعره التي تتحكم به، ولكن القاضي يحتكم في النهاية إلى القانون ولوائحه"، حصلت الفقيه عام 2007 على درجة الماجيستير في القانون الدولي الخاص.
تعمل الفقيه قاضية شرعية منذ 2009، ولكنها واجهت وما زالت الرافضين لوجودها، للدرجة التي جعلت بعضهم يرفضون عملها "حاول بعضهم إعاقة عملي، بخلاف رفض البعض التقاضي أمامي، فهناك امرأة عندما دخلت ووجدتني ذهبت إلى الغرفة المجاورة لأنها لا تريد لامرأة أن تتولى قضيتها"، ولكن رغم ذلك وجدت الدعم لدى اسرتها وزوجهان ووالدتها التي اعتنت بأبنائها الأربعة (ولدين وابنتين) طوال فترة استعدادها للالتحاق بالقضاء الشرعي.
قصة القاضية الفلسطينية، 39 عاما، كانت ملهمة للمخرجة الأجنبية إيريكا كوهن، فقررت أن توثق عملها ورحلتها وقدرتها على أن تكون السيدة العربية الأولى وصولا إلى هذا المنصب في فيلم وثائقي بعنوان "القاضية The Judge"، أنتجته عام 2017.
تم تصنيف الفقيه ضمن أقوى 100 امرأة عربية تأثيرا في العالم لعام 2012، حسب مجلة أربيان بيزنس الإماراتية، كما وضعتها دراسة بجامعة واشنطن ضمن أكثر 500 شخصية مسلمة على مستوى العالم، ووضعتها مجلة ميدل إيست ضمن أفضل 50 شخصية مؤثرة في العالم، وتعتبر الفقيه إنجازها لا يخصها وحدها "هو إنجاز لفلسطينن وللمرأة الفلسطينية".
الكاتب
هدير حسن
الأحد ١٧ ديسمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا