”حسينة واجد” رئيسة وزراء بنجلاديش.. ”أميرة الانتقام” التي تواجه الإسلاميين
الأكثر مشاهدة

أصبحت "الشيخة" بعد أن فقدت عائلتها كلها دفعة واحدة، في حادثة اغتيال لم تُمح من تاريخ بنجلاديش، بل شكلت التاريخ السياسي للبلاد، ورسمت شكل الصراعات التي يعيشها أهل بنجلاديش إلى اليوم.
الشيخة حسينة واجد، ابنة مؤسس جمهورية بنجلاديش مجيب الرحمن، ولدت بقرية تونجيبارا في 28 سبتمبر عام 1947، بعد أن أنهت دراستها في المراحل الإبتدائية والمتوسطة، التحقت بجامعة دكا، وتخرجت منها عام 1973، وانتقلت إلى ألمانيا.
وفي يوم 15 أغسطس عام 1975، نفذها ضباط بنجاليون واقعة اغتيال أفقدت حسينة أسرتها بالكامل، 27 فردا من الأب والأم والإخوة والأخوات، ولم يبق سواها وأختها الصغرى، اللتان أنقذهما الوجود في ألمانيا، ولم تعدا إلى بنجلاديش، وظلت تتنقل بين الهند وبريطانيا، وتم انتخابها كرئيسة لحزب رابطة عوامي، فعادت إلى بنجلاديش عام 1981.
واجهت حسينة مصير عائلتها، ولكنها أفلتت منه، ففي عام 2004 تعرضت لمحاولة اغتيال بهجوم فجر قنبلة في أثناء إلقائها لكلمة أمام حشد من مؤيديها، فبعد عودتها إلى بلدها قررت أن تنتقم من قاتلي عائلتها، فانتزعت أحكام بالإعدام لعشرات من المتورطين في تنفيذ عملية اغتيال أسرتها، في واقعة لقبتها بـ "أميرة الانتقام".
في عام 1996 تولت الشيخة حسينة رئاسة وزراء بنجلاديش بعد فوز حزبها بالانتخابات التشريعية، واستطاعت هزيمة غريمتها التقليدية خالدة ضياء، التي تتنافس معها على منصب رئاسة الوزراء حتى الآن، فتمثل خالدة التيار الإسلامي للاتجاهات السياسية في بنجلاديش، بينما تُعتبر حسينة الوجه العلماني، الذي يبغض الإسلاميين.
حظرت حسينة إنشاء الأحزاب على أي أسس دينية، أو ألغت أي مصطلحات إسلامية من الدستور، وظلت تشن الهجمات على صفوف الحزب الوطني المعارض لسياساتها، والذي تتزعمه خالدة ضياء، وبقيت في منصب رئاسة الوزراء في الفترات من 1996 إلى 2001، ومن عام 2009 إلى 2014، ومن 2014 إلى الآن.
تزوجت عام 1968، من العالم الشهير وازد مياه، وأنجبت منه ابنا وبنتا، وألفت عدد من الكتب منها: "محنة أطفال الشوارع" و"أصل الأوتوقراطية"، و"القضاء على الفقر"، و"التنمية من أجل الجماهير".
نالت جائزة أنديرا غاندي، جاءت في المركز الـ 59 ضمن قائمة فوربس لأقوى 100 امرأة في العالم، وأعطاها مجلس السلام في الهند جائزة الأم تيريزا عام 1998، وحصلت على الدكتوراة الفخرية في فلسفة الفنون الحرة من جامعة أبرتاي دندي، والدكتوراة الفخرية في القانون من جامعة واسيدا في اليابان، وفي 2014، نالت جائزة اليونيسكو للسلام لالتزامها بتمكين المرأة وتعليم الفتيات.
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ٢٤ يناير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا