”ديزني” على خطى النسوية
الأكثر مشاهدة
"كان يا مكان يا سادة يا كرام"
البداية الأشهر في حكايات قبل النوم حين يسابق النوم فضول الأطفال لسماع نهاية حكايات مكررة، لكن شغف الحكاية يتملك منهم، تأتي الحكاية دومًا بأميرة أو فتاة ما ضعيفة تنتظر منقذ والذي سيكون بالتأكيد رجلًا ما كأغلب الحكايات ينقذها من زوجة أب شريرة أو ساحرة شريرة ألقت عليها تعويذة، بطلاتنا العزيزات مسلوبات الإرادة يحلمن بالحرية ولا يتجهن لها الا بمساعدة شاء مؤلف/ة الروايات الا تكون سوى من رجل ما يمتلك حب المغامرة والجراءة والإبداع التي حرمت منها بطلتنا لينقذها.
من ينقذ بطلاتنا من قيود الضعف والذل التي فرضت عليهن من صناع تلك الحكايات، أه بالأحرى ينقذ بطلاتنا الواقعيات اللاتي لم يجدن تشابه بينهن وبين اللاتي انتظرن الأمير؟
ربما تكون النسوية هي الحل؟ ربما.
أشهر الحكايات :
في عام 1937 جاءت حكاية الأميرة التي كانت ابنة أبيها الحبيبة والذي تزوج من سيدة غارت من جمال "سنوايت" وحاولت قتلها بشتى الوسائل حتى تنجح بتسميمها بتفاحة لكن الأقزام السبعة يأتون بأميرها الحبيب والذي يقبلها لتنجو من الموت بقوة القبلة!!
وبعد ذلك بسنوات عام 1950 جاءتنا قصة أسيرة زوجة الأب تخدمها وتخدم بناتها والكل يعيش في بيت والدها الذي توفى ومن ما تبقى من خيره، لكن هي "سندريلا" تخضع لكل تلك المعاناة والمهانة حتى يأتي الأمير بفردة حذائها يحررها من واقعها.
مرت 9سنوات وجاء عام 1959 بقصة الأميرة التي تتربص بها تعويذة ألقيت بها ساحرة أرادت الإنتقام من أهل الأميرة فتقع ضحيتها في عيد ميلادها لتذهب في سبات عميق لا توقظها منه سوى قبلة حب قوية، والتي احتاجت فيها لأمير ليوقظ الأميرة النائمة.
"جاءت الموجة النسوية الثانية والتي امتدت منذ الستينات تقريبًا وحتى أواخر القرن العشرين، بالدعوة لأفكار أكثر عمقًا في تغيير أوضاع النساء، فلم تكتفى بالحقوق الأساسية كالتعليم والعمل، بل نادت بحقوق أكثر وبتغيير النظرة المجتمعية والثقافية للمرأة، تلك النظرة التقليدية التي قيدت النساء والرجال في أدوار مجتمعية محددة حسب الجنس، وامتدت الحركة لتشمل حميع أنحاء العالم بنسب غير متساوية، وكذلك تبنت قضايا عديدة كقضايا التمييز القائم على العرق واللون"
اتفاقية السيداو عام 1979 وهي اتفاقية أعلنتها الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، ودخلت حيذ التنفيذ في 1981
وتمر عقود حتى تأتينا "أريل" في 1989، وهى كائنة بحرية تعشق الغناء وصوتها عذب وابنة ملك البحور لكنها تحب البشر وتنبهر بحياتهم حتى تقع في حب أمير بشري وتلجأ لساحرة التي تمنحها قدمين بدل من الذيل على أن يعترف لها الأمير بحبها في خلال أيام عديدة والا تموت، تقبل "آريل" بالمجازفة لتحقق ما تريد وتتعرض لخطر الموت لكنها تنج في النهاية لتحقيق ما أرادته.
وفي بداية التسعينات تتطل علينا فتاة لها موقف وتختار لا تقف موقف المتلقي فقط، فـ "بيلا" ترفض الزواج من الشاب الوسيم الذي تعشقه جميع بنات القرية وتقدر كتبها أكثر وتحلم يومًا بالسفر وتحقيق أحلامها، تؤمن بأحلام أبيها وباختراعته والتي يسخر منها الجميع، تختار التضحية بنفسها والحبس بدل من أبيها في بيت "الوحش" والذي يحبها ومع الوقت تبادله الحب لتأتي قبلتها في نهاية الأمر كأغلب الحكايات الشافية له من السحر.
وفي أخر التسعينات جاءت "مولان" فتاة صينية مندفعة لا تنجح في إختبارات الخاطبة للزواج كما تقول التقاليد، لكن حين يطلب من والدها المريض الإلتحاق بجيش الإمبراطور الذاهب للحرب ولأنه ليس لديه ولد، تتنكر "مولان" في شكل صبي وتذهب بدلًا من والدها، ويكشف أمرها ولأن كان الفضل لها في تحقيق الإنتصار لا تحاكم بل تستمر بالجيش.
تأتيناالألفية الثالثة بقصة "تينا" تلك الفتاة السمراء التي وضعت هدف محدد لها في حياتها وهي تحقيق حلمها ووالدها بمطعم خاص لها ومن أجله حرمت نفسها من كل ملذات الحياة، وهناك ذلك الأمير العابث الذي لا يملك سوى لقبه وحبه للموسيقى ومتع الحياة، يتعرضان للعنة تحولهم سويا إلى ضفدعين ويمران بمغامرات تقربهم سويًا يعلمها حب الحياة ويتعلم منها أن يضع هدف لحياته، يعودان بشريان ويحققا الحلم سويا.
فتاة نارية الطبع والشعر طلت علينا عام2012 في فيلم "الشجاعة"، تسمى "ميراندا" تخالف التقاليد والعادات التي تريدها والدتها الملكة أن تتبعها وتتزوج من أحد أبناء أمراء العشيرة التي يحكمها والدها، لكنها تفوقهم قوة وشجاعة وعناد، تنجح في إقناع والدتها وأبيها برأيها وأن من حق كل جيل جديد أن يختار حياته كما يراها، وبالنهاية تتعلم هى الحكمة والصبر وتفوز بحريتها ومشيئتها في تقرير حياتها.
آخر وليس النهاية كما نتمنى، أبدعت ديزني في فيلم "فروزين" في عام2013، حيث تحكي القصة عن أختين، "ألسا" الأخت الكبرى ولدت بقدرة سحرية على صناعة الثلج، و"أونا" الصغرى المندفعة المشرقة للحياة، مؤامرات تحاك حول الأختين بعد وفاة الوالدين وتولى الكبرى الحكم، وينجحن في وقفها وتتعلم "ألسا" التحكم في قدرتها بالحب بعد أن تنقذ أختها بحبها لها.
الكاتب
نيرة حشمت
الإثنين ٢٣ مايو ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا