”سفراء إفريقيا” رحلة شباب مصر للتطوع في القارة السمراء
الأكثر مشاهدة
بعد تجهيز وتنسيق استمر لما يقرب العشرة الأشهر، تمكنت منظمة Have A Dream (لدي حلم) من جمع عشرة شباب بأعمار وخلفيات تعليمية مختلفة، في رحلة من المرجح أن تستمر لأكثر من شهر إلى ثماني دول بالقارة السمراء تحت عنوان "سفراء إفريقيا"، وتبدأ بعد أيام.
راودت الفكرة محمود عبد المجيد، مؤسس منظمة Have A Dream، عندما علم برحلة صديقه من القاهرة إلى جنوب إفريقيا باستخدام الطريق البري، فقرر وفريقه تدشين فعالية تجمع الشباب المهتم باكتشاف الجانب الآخر لإفريقيا بعيدا عن ما يروجه الإعلام لصور المجاعات والأوبئة والحروب الأهلية، خاصة بعد زيارته التطوعية إلى غانا، التي اظهرت له طبيعة الحياة الحقيقية في إفريقيا.
وفي مؤتمر صحفي بفندق فيرمونت هليوبليس السبت الماضي، تم الإعلان عن مبادرة "سفراء إفريقيا"، وقال عبد المجيد "لما زرت غانا، وقدرنا نقدم خدمات تطوعية زي فصول تعليم الأطفال شعرت بالمسئولية تجاه إفريقيا"، ومن هنا كان القرار بالاتجاه نحو إفريقيا بعد عدة سنوات من تنظيم رحلات السفر الهادف إلى آسيا وأوروبا، كونها القارة الأكثر احتياجا للأنشطة التنموية والتطوعية.
تم فتح باب المشاركة في الرحلة في فبراير الماضي، وتقدم للسفر 570 شخصا، تم تصفيتهم والعمل على الاختيار من بينهم، ومعرفة القادر على تحمل تكاليف السفر، "وركزنا على اختيار الشخصيات غير الاعتمادية، واللي لديها حس عالي بالمسئولية، ومرن وعنده القدرة على البحث عن المعلومات" مجموعة من المعايير التي وضعها عبد المجيد ومجموعة أخرى من المتخصصين في اختيار المشاركين، كما تم إخضاعهم لتدريبات حول الإسعافات الأولية والتعامل مع المخاطر.
وقع الاختيار النهائي على عشرة شباب من بينهم أربع بنات، وأوكل لكل منهم مهمة في البحث والإعداد للرحلة، التي من المفترض أن تبدأ من جنوب إفريقيا ومنها إلى زيمبابوي وموزمبيق وتنزانيا وكينيا وأوغندا وجنوب السودان والسودان وتنتهي في مصر، ويقوموا خلال رحلتهم بهذه البلدان بالمساهمة في توعية الأطفال والقيام بأنشطة تطوعية، تعرف باسم "نشاط اليوم الواحد".
"هنحاول نسيب بصمة في كل البلدان ديه عن طريق الأطفال، ونعلمهم قيمة أو معلومة معينة يتذكروننا بها" هذا ما اعتقد عبد المجيد أنه الوسيلة الأكثر تاثيرا في الدول التي ينوون زيارتها، ويستهدفون من خلالها "هنسيب بصمة حلوة في إفريقيا عن طريقهم"، ويتمنى أن تزرع الرحلة روح الانتماء والتعريف بالوجه الحقيقي لإفريقيا للشباب المصري، وتحمس آخرين للسفر نحوها.
تعمل منظمة Have A Dream منذ عام 2014 في مجال السفر الهادف، عن طريق تنظيم مجموعات للسفر إلى بلدان أوروبا وشرق آسيا وإفريقيا من أجل تقديم خدمات تطوعية وتعليمية، وواتت الفكرة محمود عبد المجيد بعد السفر في رحلة لتعليم الأطفال برعاية اليونيسكو استمرت لمدة شهر، فقرر بعدها أن يفتح المجال لشباب آخرين بالسفر إلى جميع أنحاء العالم ومساعدة غيرهم.
دشن عبد المجيد مع مجموعة من أصدقائه المنظمة، واقتبسوا اسمها من خطاب مارتن لوثر كينج "أنا لدي حلم"، وتم تسجيلها كمنظمة تابعة لهيئة الاستثمار تحت مسمى Social enterprise الشركات ذات الخدمة المجتمعية، واستطاعت أن تنظم رحلات إلى 11 دولة ضمت 250 متطوع كانت نسبة البنات فيهم أكبر بصورة واضحة "رغم خوف الأهالي إلا أن المؤسسة كانت بتطمنهم، وعملنا حصر بسيط وضح إن 80% من المتطوعين كانوا بنات".
لم تستطع المؤسسة تغطية تكاليف الرحلة من خلال الرعاة، ويتكفل كل مشارك بمصاريف تقدر بألفي دولار، ولكن وفرت شركة Fly.in تذاكر الطيران للمشاركين العشرة، وتوضح إسراء القاضي، متخصصة التسويق والتنسيق بالشركة، أن الهدف هو مساعدة الشباب الراغبين في السفر، فالشركة التي تعمل "أونلاين" تتخصص في السفر والسياحة، وتوفر الحجز بـ 450 شركة طيران، و350 ألف فندق في العالم، واستطاع أن ينال جائزة Travel Award لعامي 2015 و2016.
ويرعى المبادرة Innovate المبادرة التي أسستها الرحالة إبمان الأمير، وأوضحت خلال المؤتمر الصخفي أن الهدف من الموقع هو تنظيم التدريبات على التدوين والحكي "حاولنا نسد الفجوةبين عالم المصورين والمسافرين والكتابة"، فالهدف هو تنمية القدرة على الحكي عن الرحلات التي يذهب إليها الرحالة، وتشجيع دور النشر على إعادة الاهتمام بأدب الرحلات.
وسافرت الأمير إلى أكثر من 33 دولة، وفي إفريقيا زارت المغرب وتنزانيا وغانا، وشعرت أن جمال القارة الإفريقية يأتي من طبيعة أهلها، وامتلاكهم للذوق والترحاب، وعقبت قائلة "الفقر هو فقر الذوق والحيلة مش الإمكانيات"، وحثت الحضور على البحث عن الشغف عن طريق السفر الذي تعتبره حياتها.
تعرفوا على قصص 3 بنات من المسافرين من هنا.
الكاتب
هدير حسن
الثلاثاء ٢٢ أغسطس ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا