الرجال يسيطرون على جوائز مهرجان ”مناهضة العنف ضد المرأة”
الأكثر مشاهدة
في حفل توزيع جوائز مهرجان سينما الموبايل لمناهضة العنف ضد المرأة، بسينما زاوية الخميس الماضي، سيطر صناع الأفلام من الرجال على الجوائز الثلاث الأولى، ففاز فيلم "أحمر" للمخرج مازن لطفي بالجائزة الذهبية للمهرجان، وحاز فيلم "نور مطفي" للمخرج خالد خطاب على الجائزة الفضية، بينما حصد المخرج عمرو سلامة الجائزة البرونزية على فيلم "غريبة عن المدينة".
يأتي المهرجان في دورته الثانية، بدعم مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية (أكت) وهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، والاتحاد الأوروبي، وتحت رعاية موقع إعلام. أورج، ولها وجوه أخرى، ومهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، وشركة جنوب فيلم، إلى جانب مبادرة "شفت تحرش".
سعدت الدكتورة عزة كامل، مؤسِسَة المهرجان ومدير مركز (أكت)، بمشاركة الرجال من صناع الأفلام "ده دليل أنه قضايا النساء بدأت تأثر في الرجال"، واعتبرته نجاحا للمهرجان، موضحة أن الاعتماد على الموبايل لصناعة الأفلام جاء لكونه متاح للجميع، "السنة دي المشاركة الشبابية كبيرة، والهواة أكتر من المحترفين".
عبرت جيلان المسيري، من مكتب الأمم المتحدة للمرأة في القاهرة، عن سعادتها بالأعمال المشاركة في المهرجان، وأوضحت أن الهدف هو مناقشة قضية العنف ضد المرأة بصورة غير تقليدية، وأشارت إلى دور الأمم المتحدة في العمل على قضايا التمكين السياسي والاقتصادي للمرأة، ومناهضة العف الذي تتعرض له.
وتتعاون الأمم المتحدة مع المجلس القومي للمرأة في محاولة لتغيير السياسات التي تخص المرأة، مع تطوير دور استضافة المعنفات بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، معتبرة أن السبب الرئيسي في زيادة وتفشي ظاهرة العنف ضد المرأة، هو عدم المساواة وانعدام التمكين الاقتصادي لها.
إلى جانب الجوائز الثلاث الأولى، حصد خمسة أفلام جوائز تشجيعية قيمتها ألفي جنيه، هي "حلم مفقود" لإسراء أشرف، و"الخوف" لممدوح صبري، و"5 من 25" لمروان مصطفى، و"متراقبة" لسالي سعيد ومحمود جمال، و"الفيلم" لناهد صبري.
التعود على مظاهر العنف الذي تتعرض له المرأة، جعل منه مظهرا عاديا، وأصبح الناس في حاجة إلى جرعات أكبر من العنف ليتفاعلوا مع المشكلة،من جاءت الفكرة لمروان لطفي، ليصنع فيلمه "أحمر"، كرغبة منه في إحداث إفاقة للمجتمع خلال دقيقتين ونصف هي عمر الفيلم، الذي يأتي في شكل مشاهد تعرض لأشكال وأنواع مختلفة من العنف ضد النساء، بدأ الناس يعتادون على حدوثها، حصد "أحمر" الجائزة الأولى للمهرجان وقيمتها 10 آلاف جنيه، وتعتبر تلك المشاركة الثانية لمروان في لمهرجان، في الدورة الأولى حصد الجائزة الثانية عن فيلم يتناول التحرش.
من خلال أول فيلم يخرجه، جسد خالد خطاب في "نور مطفي" قصة حقيقية لفتاة تعرضت للموت بسبب تعنت أسرتها في علاجها، فإصابتها بمرض نادر "البكارة الرقاء"، الذي يمنع نزول دم الحيض ويسبب مشكلات في الجهاز التناسلي والكلى وقد يؤدي إلى العقم أو الوفاة، يكمن علاجه في عملية جراحية تفتح غشاء البكارة لتسمح للدم أن ينزل، الأمر الذي ترفضه الأسرة باعتباره "انتقاص لشرف الطفلة" التي لا يتعد عمرها الـ 15 عاما.
يدور الفيلم في 9 دقائق داخل حجرة الطفلة، تعاني من شدة الألم، بينما تتناقش أسرتها حول إجراء العملية، نال "نور مطفي" الجائزة الثانية وقيمتها 8 آلاف جنيه، ويعتبر خطاب نفسه مؤمنا بقضايا المرأة "أنا عندي بنت، وأتمنى أنها تنشأ في مجتمع صحي للبنات، ومتقهرش، وعندها قدرة على اتخاذ القرار".
تناول عمرو موسى في فيلمه "غريبة عن المدينة" قضية التحرش، الفيلم يدور في 4 دقائق ونصف حول واقعة تحرش تقر خلالها البطلة أن تواجه المتحرش وتتسم بالشجاعة في النظر إليه، "المواجهة بتحسس المتحرش أنه ضعيف، وبيتأكد أنها مش خايفة، فبيفقد الإحساس بالذكورة اللي بيور عليه"، يرصد الفيلم التحرش من خلال جزء روائي يرصد فيه الواقعة، وآخر تسجيلي تتحدث فيه البطلة عن إحساسها بالغربة في الشارع واضطرارها لأخذ الاحتياطات كافة من أجل السير في الشارع.
نال الفيلم المركز الثالث بجائزة قيمتها 5 آلاف جنيه، ويعتبر أن مشكلة التحرش لها علاقة بالهيمنة والذكورة والإحساس بالقوة، أكثر من تعلقها بالجنس.
الكاتب
هدير حسن
السبت ٢٣ ديسمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا