ناجيات من العنف يروين قصصهن بدعوة من ”مركز القاهرة للتنمية والقانون”
الأكثر مشاهدة
نظم "مركز القاهرة للتنمية والقانون" يوم الأربعاء عرض شهادات حية للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي وذلك في إطار حملة الـ 16 يوم لمنهاضة العنف ضد المرأة ، وبدأ اللقاء بعرض الشهادات الخاصة بالناجيات من أنواع العنف المختلفة ( التحرش الجنسي- الاغتصاب الزوجي- ختان الإناث)
الناجية الأولى (هـ.س- التحرش الجنسي)
تعرضت السيدة (هـ.س)، التي تسكن في إحدى قرى محافظة البحيرة ومتزوجة ولديها أولاد، إلى التحرش الجنسي من قبل جارها، في بداية الأمر لجأت إلى الحلول العرفية من قبل أهل القرية مثل ( العمدة – شيخ البلد)، ولم يتوقف جارها عن إيزاءها بكافة الأشكال، سواء كان تحرش لفظي أو جسدي، فقالت خلال حديثها :" كان بيرفع ملابسه، وبيراقبني وبيختار الوقت إللي مش موجود فيه حد خالص في البيت".
وكان رؤية أولادها للتحرش التي تتعرض لها من قبل جارها المتزوج، هو المحرك الحقيقي، لـ (هـ.س)، فلجأت إلى القضاء وقدمت محضر إلى النيابة وذلك كان 10 أكتوبر الماضي وما زال بمجريات المباحث، وتولى مركز التنمية الأمر معها.
" وصلت إلى طلب الطلاق من جوزي، بس سألت نفسي هو أنا ليه اصلا أنا إللي أدفع الثمن"، وجدير بالذكر أن زوجها كان حاضر معها وهي تلقي شهاداتها بل كان يشجعها على الحديث وأن تقول كل ما لديها.
"يكفيني ربنا أنا مبعملش حاجة غلط" بهذه العبارة ختمت المرأة التي شكل وجهها بالقهر والحزن الشديد، لافتة بأن المتحرش تعرض لعدد كبير من الفتيات سواء كانت من عائلتها أو فتيات "البلد" بشكل عام.
الناجية الثانية (ب.ح- اغتصاب زوجي)
استعرضت الناجية الثانية إجبار زوجها السابق لها على العلاقة الحميمة معه وضربها عند الامتثال لأوامره ، ومعايرته الدائمة لها بسبب إنجابها لثلاثة بنات وعدم إنجابها للذكور ، إضافة إلى تعاطى المخدرات بشكل مستمر مما كان يؤثربالتالى علي استقرار حياتهم ، وقالت بصوت متقطع "بيطلب مني حاجات غير شرعية، ومكنتش بتكلم ولا كلمة عشان بناتي".
ومع قيامه المستمر بالتعدي عليها بالضرب رغم قيامها بالعمل ومساعدته ماديا ، قامت بخلعة في المرة الأولى، وعادت اليه مرة آخرى ولكنها رفعت دعوي طلاق للضرر، وحصلت على الطلاق منذ عامين؛ وعقب حصولها علي الطلاق استقلت مع بناتها بحياتهن وصممت علي إنهاء تعليمهن الجامعي وبالفعل التحقت اكبر بناتها بأحدي كليات القمة .
الناجية الثالثة(د .ب- ختان الإناث)
تعرضها الناجية الأخيرة إلى الختان حينما كانت تبلغ من العمر 5 سنوات مع شقيقتها وثلاثة فتيات أخريات من بنات الجيران بعد اتفاق أسرتها مع أحد حلاقى الصحة الذى قام بختانهن جميعا بواسطة (موس واحد) ، وما أصابها من أضرار نفسية وجسدية نتيجة لذلك.
وكان "البرود الجنسي" أعظم المشاكل التي واجههتها "د.ب"، حيث تزوجت رجل يكبرها بـ 20 عاماً جوزي "كان بيضربني بحديدة الحزام، ولما اشتكيت لأخويا ضربني بسلك الكهرباء"، استكملت الفتاة العشرينة نحيلة الجسد وهي تحمل طفلتها على زراعها.
وأنجبت الناجية طفلتها الأول ولم يعترف بها زوجها، رغم زواجهما الرسمي، وبعد ذلك رفعت دعوى إثبات نسب لطفلتها الأولى، وتم إثبات نسب البنت، ولظروف خاصة بالناجية عادت إلى زوجها مرة أخري، وتكررت مشكلة إثبات النسب مع طفلتها الثانية، مما أصابها من أضرار نفسية وجسدية نتيجة لذلك، واستمرت فترة طوال فترة زواجها مما دفعها للانفصال عن زوجها .
وبعد عرض الشهادات تم فتح باب النقاش للحضور حيث تمت الإجابة عن تساؤلاتهم بخصوص جرائم العنف ضد النساء فى القانون المصري والواقع العملى، وكانت أثر التساؤلات تدور حول قضايا (إثبات النسب، وختان الإناث، والتحرش الجنسي).
وجدير بالذكر أن المركز منظمة مصرية غير حكومية وغير هادفة للربح ، يهدف إلى مساعدة و تمكين النساء، والفئات المهمشة و الأكثر عرضة للعنف من ممارسة حقوقهم من خلال تصحيح المفاهيم الاجتماعية المعادية لهن و توفير بيئة قانونية عادلة وداعمة ، ويقيم 250 دعوي سنويا على مستوى الجمهورية لصالح الناجيات من العنف بالإضافة إلي الاستشارات القانونية اللازمة لهن عبر خدمة الخط الساخن .
الكاتب
سمر حسن
الخميس ٠٨ ديسمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا