”السعدني”.. معمارية صممت ”ميدان التحرير” ووصلت بمصر إلى الـ 25
الأكثر مشاهدة
المصممة المعمارية المصرية التي تم اختيارها ضمن أشهر 100 مهندس معماري في مجال العمارة والتصميم حول العالم، لم تنل اللقب بسهولة، ولم يكن مشوارها يسيرا سهلا، ولكنها آمنت بقدرتها حتى أصبحت "داليا السعدني" الهمندسة المعمارية صاحبة البصمة المميزة، وواحدة من القليلات في هذا المجال.
من مواليد الإسكندرية، ولكنها تلقت تعليمها الأساسي بالإمارات، بعد أن انتقلت مع أسرتها إلى هناك لظروف عمل والدها، ولكنها عادت مرة أخرى لتدرس الهندسة المعمارية، التي شجعها والدها عليها، فتخرجت من جامعة الإسكندرية بدرجة امتياز، واستكملت دراستها بإيطاليا.
تؤمن السعدني أن البعد التاريخي لأي بلد، وحضارات الشعوب يجب أن يتم توظيفهما بشكل معماري متناسق، بعيدا عن العشوائية، التي أضحت تسيطر على المظهر المعماري المصري، مما يجعل مصر، على حد تعبيرها، بيئة طاردة للمهندسين المعمارين.
عملت السعدني بمجال المقاولات والهندسة المعمارية والتصميم الداخلي، رغم النمطية الذهنية عن اختصاص الذكور بهذا المجال، وهو ما ترفضه داليا، وتعتبر أنه لا يوجد مهنة أو عمل يمكن تخصيصه لفئة معينة سواء على أساس الجنس أو الدين أو أي شكل آخر من أشكال التمييز.
أسست السعدني أول شركة لها، وهي ما زالت في الـ 19 من عمرها، وكانت عبارة عن مكتب هندسي صغير تمكنت من خلاله أن تصمم فيلا خاصة بعائلتها، ثم عملت على توسيع مهام هذه الشركة، وأضافت إليها شركة في المقاولات، وأخرى في الأثاث، وعملت بهذا المجال لعشر سنوات، واستطاعت أن تنجح وتثبت نفسها، رغم الهيمنة الذكورية على المجتمع، ورفض كثر من الرجال العمل تحت قيادة امرأة.
تقدمت عام 2012 بتصميم مميز لقطعة أثاث محلية، عبارة عن طاولة على شكل "وابور جاز"، وهو قطعة تراثية مصرية، وفازت بجائزة "ديزين أوورد" العالمية الإيطالية، وكررت تجربتها، وقدمت تصميمات أخرى في مسابقات العمارة والتصميم الداخلي والأثاث، وفازت بثلاث جوائز، واستطاعت أن تحتل المركز الـ 12 من بين أفضل 100 مصمم في العالم، كما رفعت من مركز مصر في التصميم العالمي ليصبح المركز الـ 25 بعد أن كانت في المركز 182.
تعلم السعدني أن العمارة تعني الحضارة، وتثق أن حضارة مصر وتاريخها الطويل تستحق تنسيقا معماريا للشوارع والميادين بما يتسق معها، ولذلك تبنت مشروع "وجه مصر" الذي يعمل على تطوير العشوائيات، وتحسين المباني المعمارية بها، كما كان لها إسهاماتها في وضع تصميم لميدان التحرير، بالشكل الذي يجعلها منطقة للمشاة فقط، وإضافة حوائط على جوانبه تحمل اسماء الشهداء، إلى جانب مباني صغيرة تشبه الخيام تصلح لأن تكون أسواق ومقاهي ومكتبات.
كانت السعدني أول امرأة وأول عربية تتولى رئاسة الرابطة الدولية للمصممين، كما نالت من قبل جوائز عالمية من مؤسسة IAD الدولية للتصميم على مدى ثلاثة أعوام متتالية، واهتمت بتأسيس جمعية للمبدعات المصريات.
الكاتب
هدير حسن
الخميس ١٥ ديسمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا