”شامة باشيري” أحيت تراث الأغنية عبر الحلي وعشقت المشغولات اليدوية
الأكثر مشاهدة

تلهمها الخامات، وتعشق الفن، وترى في تفاصيله حياة. تعلمت من والدتها التذوق، وأثرت في "جيناتها" أصول والدها النوبية، وعرفت كيف تبث في أي شئ الحياة وتجعل منه قطعة فنية.
شامة باشيري، 45 عاما، تصنع الحلي وتهتم بالمشغولات اليدوية، وإعادة استخدام الخامات مرة أخرى، تعرفت على قيمة صنع المنتجات المنزلية البسيطة من والدتها "أمي كانت بتشتغل كل حاجة، بداية من الملابس، وحتى إكسسوارات البيت والملايات".
نهلت شامة من قدرة والدتها الفنية البسيطة، القادمة من التعليم المدرسي "المدارس زمان كانت بتخرج البنات مؤهلين لإدارة البيت"، فبدأت وهي في عمر 8 سنوات صنع منتجات من "الإيتامين" مما جعل والدتها تهتم بتنمية موهبتها الفنية، وحبها للمشغولات اليدوية، وتأخذها زيارات للمتحف الإسلامي والقبطي، كنوع من التذوق الفني، والتركيز على تفاصيل العمارة والفن.
37 عاما قضتها شامة بين الخامات، والمشغولات اليدوية، فكانت تصنع لنفسها الإكسسوارات والحلي والملابس، كانت تستخدم كل ما يقابلها وتعيد إنتاجه وتكسبه الطابع المصري الشرقي، وخلالها اهتمت بالتراث، وشغلتها قصته، حتى قررت عام 2008 أن تحول مهارتها الفنية لعمل خاص بها "كنت بعمل إكسسوارات لصحابي لغاية ما نصحوني أسوق شغلي".
بدأت تعمل على استخدام الفضة القديمة في صناعة الحلي، وأضحت تلقى رواجا واسعا، بعد أن أتقنت صناعتها وتصميمها عبر عمال الصاغة "اتعاملت مع الصنايعية في الورش، واتعلمت منهم في شهرين حصيلة 5 سنوات من العمل"، لم يبخل عمال الصاغة على شامة، وقاموا بتعليمها فنون صناعة الحلي، لأنها استطاعت أن تخلق معهم علاقات اجتماعية جيدة.
ما بين أسوان وسيناء والواحات تجولت شامة من أجل البحث عن الفضة القديمة، ولكن مع ارتفاع أسعارها بعد الثورة عام 2011، اتجهت لاستخدام النحاس المطلي بالفضة، وركزت على إحياء التراث الغنائي من خلال الحلي، فصنعت حلق مكتوب عليه "تعيشي يا ضحكة مصر" أو "حن على القلة"، واستخدمت "طقاطيق" سيد درويش وأغنيات عبد الوهاب.
تقوم شامة بتسويق منتجاتها عبر صفحتها على "فيسبوك"، بعد أن اكتشفت أن الفنان لا يناسبه المكوث في مكان واحد، وعرض أعماله عبر "جاليري"، ولكنها تنزل للمعارض، وتعرض منتجاتها على الإنترنت مستخدمة مواقع التواصل الاجتماعي، للوصول لعدد أكبر ولعملاء متنوعين.
"كل همي أعمل فن" ورغم ذلك لم تدرس شامة الفنون الجميلة، فمجموعها لم يمكنها من اللحاق بها، كما أن والدتها رفضت أن تدرس بكلية التربية الفنية، فدرست التجارة، وعملت مسئولة تثقيف في هيئة نقابية، لكنها لم تتوقف يوما عن صناعة المشغولات اليدوية "مفيش حاجة برميها"، فكانت دائما ما تقوم بإعادة تدوير الأشياء، فحولت "وابور الجاز" إلى طاولة للتليفون المنزلي، واستخدمت الطرابيش كوحدات إضاءة في منزلها.
لم تخضع شامة لورش تدريبية في أي من مجالات الفنون التي أصبحت تتقنها، ولكنها قررت أن تعلم الأطفال التراث والفن، وتقوم بإعطائهم تدريبات عن إعادة الاستخدام، فقدمت لهم صناعة الفوانيس، على سبيل المثال، متناولة إياه من الجانب التاريخي والفني، رافضة أن يجتاح "الصيني" الأسواق المصرية ويفسد مفهوم الفانوس لدى الأطفال، وتقدم هذه التدريبات بشكل مجاني في الجمعيات الخيرية بالمناطق العشوائية ودور الأيتام.
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ٢٨ ديسمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا