”ع الحيطة”.. مشروع آلاء لتصنع من الجدران حياة
الأكثر مشاهدة
تذهب بها الفرشاة والألوان إلى عالم آخر، لا تخرج منه إلا بعد أن تصنع لوحة رسمت أدق تفاصيلها بعناية وحب، استطاعت أن تجعل من الشغف والحلم مستقبلا تحاول أن تحدد ملامحه، مؤمنة بالبدايات البسيطة الموفقة.
تعدت آلا أحمد العشرين بعام واحد، وتدرس العلاج الطبيعي، لكن ظل حب الرسم مصاحبا لها منذ سنوات الطفولة، وقررت أن تتعلمه بشكل ذاتي دون حاجة إلى دراسة أو مناهج أكاديمية، فكانت مواقع الإنترنت وفيديوهات "يوتيوب" الطريق لتطور موهبتها، وظلت تمزج الألوان وتعبر بالخطوط بشكل عشوائي، حتى وصلت إلى TYT.
براعتها في الرسم، جعلت أصدقاؤها يستعينون بخطوطها في مشروعهم الجديد مساحة العمل TYT، فرسمت جدران المكان الذي يستقبل الدارسين والباحثين عن مكان للعمل يوميا، ومن هنا بدأت مجموعات أخرى تستعين برسوماتها، ووجدت آلاء أن الهواية والموهبة تتجه إلى العمل والاحتراف، فقررت أن تدشن صفحتها "عالحيطة" على "فيسبوك"، وتكون فريق عمل لم يتعلم أي من أفراده الرسم، ولكنهم أتقنوه على الجدران والحوائط.
ضمت آلاء صديقتها نهلة التي تدرس بمعهد السينما، وزميلها عبد الله دارس الهندسة إلى الفريق، وأطلقت مشروعها في يوليو العام الماضي (2016)، الذي لاقي دعما وتشجيعا من الأهل والأصدقاء، رغم أن الهدف الأساسي منه هو "الاستمتاع" وقضاء الوقت في فعل ما تحب، إلا أنها تمكنت من جذب كثيرين، استطاعت أن تقدم "الماندلا" أكثر الرسومات التي تحبها وتبرع فيها، إلى جانب "الجالاكسي"، قدرتها على إنتاج الرسومات التي تُطلب منها.
تنصح آلاء صاحب أي موهبة أن يبدأ بخطوات بسيطة وبطيئة ولكن واثقة، "مفيش حد بيبدأ كبير، لازم نستغل الموهبة بالراحة وعلى مهل"، موضحة أن البدايات الكبيرة الصاخبة غالبا ما يصاحبها سقوط سريع ينتج عنه الإحساس بالفشل واليأس القادرين على قتل أي حلم أو فكرة.
"مش بتقيد بنوع معين من الرسومات، وبعرف أوجد تكنيك لكل رسمة" رسمت بصحبة فريقها ما يقرب من سبعة أماكن عامة تنوعت ما بين مساحات عمل وشركات، إلى جانب حوائط منازل أصدقائها وغرف الأطفال، مؤكدة أن الألوان والخطوط تغير من المزاج العام، حتى وإن كان الشكل المرسوم غير متقن، ولكنه ينشر طاقة إيجابية ويغير من فكرة الدهانات التقليدية.
"أنا شخصيا من ساعة ما رسمت غرفتي وأنا بحس براحة وبهجة" مشيرة إلى قدرة الألوان على إراحة الأعصاب، كما تسعى آلاء إلى تطوير نفسها، وتعلم إتقان أنواع جديدة من الرسومات، خاصة، أجزاء وتفاصيل الجسم، وتنوي أن يكون "يوتيوب" والتعلم الذاتي والتجريب هو طريقها لفعل ذلك.
"هو مشروع بسيط وملوش دخل شهري"، ولكن رغم بساطته احتاجت في بداياته إلى النصيحة والاستشارة من والدها وبعض أقاربها، نظرا لقلة خبرتها في مجال الإدارة، مما جعلها تنوي أن تخضع لعدد من الدورات التدريبية في مجال إدارة الأعمال مع انتهاء العام الدراسي الحالي، حتى تعتمد على نفسها في إدارة المشروع، الذي أصبح يستحوذ على اهتمامها وأغلب وقتها، واعتبرته المستقبل.
الكاتب
هدير حسن
الأحد ٢٦ مارس ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا