”زبيبة”.. مشروع ميرهانة ”الجِنية” لتنسج من القماش فن وحياة
الأكثر مشاهدة
"سعادتي أني أنزل أشتري قماش، وأدور على أنواعه، وأجمع بين الألوان وأنسقها" سر عرفته ميرهانة عن نفسها بعد أن قضت فترات تحاول أن تكتشف ما الذي يمكن أن يلهمها ويدخل الراحة إلى قلبها، ويجعلها دوما شغوفة به دون ملل، فعرفت أنه "القماش" بتفاصيله وأنواعه وألوانه كافة.
بدأت ميرهانة جمال مشروعها "زبيبة" عام 2011، وكانت لم تكمل عامها العشرين بعد، ولكن جذور تعلقها بالأقمشة تعود إلى طفولتها، التي قضتها تلعب ببقايا القماش التي تتبقى من جدتها بعد انتهائها من تفصيل أحد التصميمات، فكانت تجلس ميرهانة ساعات طوال تصنع من القماش أشكالا وفساتين لعرائسها.
قبل أن تطلق مشروعها على "فيسبوك"، كانت ميرهانة تستخدم القماش في تجديد ملابسها القديمة أو عمل "دباديب" وعرائس صغيرة تحب أن تقتنيها، أو تقدمها كهدية لأصدقائها، الذين حفزوها على أن تبدأ في المشروع ، وقامت تشكيل القماش على هيئة حافظات للهواتف الذكية (جرابات) أو وسادات ملونة ومبهجة وإطارات (براويز) دون الاعتماد على الأنماط التقليدية.
أسمته "زبيبة"، لأنها تعتز بهذا الاسم ولديه معه ذكريات خاصة، فقررت أن يبرز مشروعها ويكون عنوانه، وتحصل هي من خلاله على لقب "جِنية القماش"، بعد أن أدهشت متابعيها وعملاءها بقدرتها على التجسيد المماثل باستخدام القماش، فاستطاعت ميرهانة أن تصنع شخصيات أفلام الكارتون والمشاهير بدقة كبيرة باستخدام الأقمشة وألوانها، ودون مساعدة من أحد.
الاتقان والقدرة على صناعة فن خاص بها، لم تأت بالتدريب أو التعلم من خبرات آخرين نقلوها إليها، ولكنها أنتجت أسلوبها الخاص بنفسها "متعلمتش الخياطة والتجسيد في أي مكان، ولا حتى يوتيوب، كنت بتفرج بس على صور كتير للهاند ميد (المشغولات اليدوية) بكل أنواعها، فكونت عندي مخزون بصري"، التلقائية وحبها لملس القماش كانا المحرك لإبداعها، للدرجة التي تجعلها تستطيع تنفيذ أي منتج يُطلب منها.
طوال السنوات الست الماضية كان "زبيبة" هو المساحة الخاصة التي تمنحها الأمان، رغم عملها بالتمثيل ومن قبله الصحافة "هو الحاجة الوحيدة اللي بتخليني مستمرة في فترات الإحباط وفقدان الأمل"، فلم تستطع أي مهنة أو وظيفة اخرى أن تزيح من قلها الشغف نحو الأقمشة.
عندما أدركت كيف يمكن للرسم أن يساعد الأطفال على التعبير عن أنفسهم بصورة أدق، خاصة مرضى التوحد، قررت أن تستغل موهبتها في تجسيد رسومات الأطفال الخيالية، فأطلقت مسابقة على صفحتها لتحويل أفضل الرسومات، التي يرسلها المتابعون إلى الصفحة، إلى ألعاب للأطفال"شئ مبهج جدا أنك تجسدي للطفل خياله ورسوماته، وتخلدي ذكراها وتستمر معاها"، وتعتقد أن يكون لهذه المسابقة أثر نفسي إيجابي لدى الأطفال، كما أنها الأولى في مصر التي تقدم هذه الفكرة.
في منزل مصنوع من القماش، وتجسد الخيوط تفاصيله بالكامل تتمنى ميرهانة أن تقضي بقية حياتها، على أن تحول "زبيبة" إلى جاليري يبرز الجمال والفن باستخدام الأقمشة من الألف إلى الياء دون أية عناصر اخرى، فهذا هو الحلم والمستقبل الذي تتمنى أن ترى عليه مشروعها.
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ٢٦ أبريل ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا