أميرة تلجأ لـ ”الخضار البيتي” لتقهر الظروف وقلة الحيلة
الأكثر مشاهدة
(الصورة أرشيفية)
كعادة الأم والزوجة المصرية، لم تقف مكتوفة الأيدي أمام قهر الظروف وضيق الحال، حاولت أن تجد بنفسها طريقا ومخرجا من أزمة اقتصادية حلت بأسرتها، وبحثت عما تتقنه وتساهم بأقصى ما يمكنها فعله حتى تقي أولادها مرارة الاحتياج.
حكايتها قد تشبه ما تعيشه وتعاني تفاصيله بيوت أغلب المصريين، ولكنها قررت أن تواجهه بما تملكه "الست" المصرية من "النفس" الحلو، والقدرة على التدبير وتسيير المركب. تملك أميرة ناجي، البالغة من العمر 38 عاما، ثلاث فتيات وولد واحد، أكبرهم 23 عاما والثلاثة الأخرين يدرسون بالمراحل التعليمية المختلفة.
اختارت أميرة أن تساعد زوجها في المسئولية المادية بخلاف مسئوليتها كزوجة وأم، خاصة، بعد العناء لما يقرب من ست سنوات عقب ثورة 25 يناير من قلة فرص عمل زوجها المرتبط بالسياحة، فاعتاد العمل كطباخ للمأكولات الغربية في الفنادق، وتأثرت الأسرة جراء توقف النشاط السياحي وتقليص العمالة بهذا المجال، ومؤخرا استطاع أن يحصل على الوظيفة في أحد بواخر مدينة الأقصر براتب متواضع.
"الأكبر من الاحتياج المادي الإحساس بالعجز، ونظرة الولاد ليا وهما محتاجين لكن مبيطلبوش عشان مقدرين الظروف" الشعور الذي دفع أميرة إلى البحث عن مشروع يناسب ظروفها ويراعي ضرورة تواجدها بالمنزل لتربية أبنائها ومتابعتهم، "لقيت ستات في المترو بيبعوا الخضار متقطع ومتجهز" في البداية اعتقدت أميرة أنه مشروع غير مجدي، وبعد سؤال المقربين اكتشفت حاجة السيدات العاملات لمشروع مشابه.
بدأت أميرة في تجهيز الخضار في منزلها، وبيعه للمحيطين بها، ورغم أن مشروعها بدأ منذ شهر واحد إلا أنها تتفاءل باستمراره، وأن تضم إليها شقيقاتها، خاصة، لما وجدته من دعم معنوي وتحفيز جاء بعد نشر أحد الحسابات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لرقمها والطعام الذي تعده.
رغم المجهود والعبء الذي أضافه المشروع عليها، ألا أنها لا تعبئ وتعتبر هذا هو ضريبة حبها لأولادها، وكأنها تهديهم هذا العمل لتجعل حياتهم أفضل "لو مثلا تعبت في الشغل لكن جاتلي فلوس وقدرت أجيب لابنتي شنطة أو حاجة هي عاوزاها بيروح التعب كله"، فالحب هو ما يحفزها ويزيح عنها كل عبء.
تساعدها ابنتها الكبرى في تجهيز البانيه المتبل وتقطيع الخضر إلى جانب تحضير الصلصلة، وتنوي أميرة أن تحفز ابنتها مع زيادة الطلبيات بإعطائها راتب رمزي، كونها ترفض أن تعمل فتياتها في المطاعم أو المحلات "مش مستعدة بنتي تقف في محل ويجي زبون يبصلها أو يعاملها بطريقة مش حلوة، والناس كمان تستغلها من غير ما تفكر إيه اللي أجبرها على كده" وتعتبر الجوع أهون بالنسبة لها من أن تتعرض إحدى بناتها لمواقف مشابهة. وتتمنى أميرة أن يساهم المشروع في زيادة دخل المنزل بصورة أفضل، خاصة، مع زيادة احتياجات الأولاد في ظل ارتفاع الأسعار.
أشارت أميرة، في حديثها لـ "احكي"، إلى تغير الطريقة التي يتعامل بها المجتمع مع تغير الظروف والأحوال المادية "الكل بيتجنبك وخايف لتطلبي منه حاجة"، وتحرص على تنشئة أطفالها على التعفف، ولم يكن "الخضار البيتي" مشروعها الأول، فكانت تنتج مفروشات من الكروشيه، التي ساعدتها على المصاريف خلال إحدى الفترات، ولكنها لم تستمر بسبب ارتفاع أسعار الخامات.
تحلم أميرة أن يتوسع مشروعها الناشئ، وأن تفتتح مكان مخصص له ويضم سيدات لهن نفس الظروف، متأملة أن تنخفض الأسعار.
الكاتب
هدير حسن
الثلاثاء ٢٣ مايو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا