ريهام أبو العينين.. رائدة أعمال تركت الفنون الجميلة واتجهت لـ ”البيزنس”
الأكثر مشاهدة
صدفة لم تكن في الحسبان، جعلت ريهام أبو العينين تتجه لمجال ريادة الإعمال، رغم دراستها للفنون الجميلة، واهتمامها بالفن ومجال صناعة الإعلانات، لتكون من أوائل من اقتحموا هذا المجال قبل شيوعه وانتشاره في الوقت الحالي
في سنتها الدراسية الثانية بالجامعة، توفي والدها المخرج، فأصبح دخولها لمجال الفن والإعلانات أمر مرفوض بالنسبة لوالدتها، فتخلت عن الفكرة، وعلى سبيل خوض تجربة جديدة بعد التخرج من الكلية، انضمت إلى برنامج تابع للأمم المتحدة يهدف إلى دعم الصادرات والمصدرين المصريين وتأهيلهم للتعامل مع الأسواق العالمية ومواكبة التطورات في هذا المجال، وسافرت إلى إنجلترا لإطلاع على الأسواق الأوروبية واكتساب خبرة الصناعة.
"شفت عالم مختلف وعرفت حاجات جديدة" كانت إنجلترا المحطة التي أنارت لها طريقا مختلفا حول عالم الصناعة والإستيراد والتصدير، الذي كانت تجهل تفاصيله، وبعد العودة والإطلاع على كيفية إنتاج منتج إنجليزي محلي من قطع غيار مستوردة بأسعار معقولة، قررت ريهام أن تجتاز دبلومة التصدير بالجامعة الأمريكية، ونالت شهادة مزاولة التصدير من وزارة التجارة الخارجية.
بدأت بشركة صغيرة تقوم بتصدير مواد غذائية بسيطة كالملح أو الحلوى، وتوسعت واشتهرت في هذا المجال، حتى تمكنت من الحصول على وظيفة في شركة عالمية تقوم بتصدير المواد العازلة، وبعد أن أنهت الشركة أعمالها في مصر، تمكنت ريهام من أن تحصل على توكيل تصدير المواد العازلة إليها، وافتتحت مصنع لهذه المواد.
وفي عام 2006، بدأت مشروعها الناشئ، الذي استكمله زوجها "بعد نجاح الشركة، قررت أرجع للفن مرة تانية"، فعملت في مجال تصميم الملابس الداخلية للنساء وتصديرها إلى الخارج، فافتتحت شركتها في 2009، ولكن مع إندلاع ثورة 25 يناير، وتأثر حركة الموانئ واعتمادات البنوك توقف عمل الشركة.
ريهام واحدة من مؤسسي فكرة "بنك الكساء المصري" التي تهدف إلى توفير الملابس للمحتاجين، وساهمت في ظهورها للنور عام 2012، وكانت لخبرتها في هذا المجال دور كبير، إلى جانب عملها كمستشارة لتطوير الأعمال والتسويق، ووقتها اطلعت على الجديد في مجال التكنولوجيا "ساعتها عرفت أنه التكنولوجيا هي النفط اللي جاي"، فقررت أن تطور وتعلم نفسها في هذا المجال.
واشتركت بمشروع "زوسر" في سويسرا، الذي يعمل بتقنية GIS التي تتيح للأفراد من خلال التطبيقات على تنمية أعمالهم، وخاضت التجربة الجديدة حتى تمكنت بعد سنوات أن تبيع حصتها في المشروع بثلاثة أضعافها. واتجهت نحو مشروع جديد.
قدمت ريهام على الاشتراك بالمسابقة العالمية للابتكار، التي نالت جائزتها الأولى عن منصة Business Builder في يوليو 2015، وكان مشروعها ينافس أكثر من 800 مشروعا آخر من 130 دولة حوال العالم، ويعتبر أول منصة إلكترونية تعمل على مساعدة الشركات الناشئة والعاملة في إيجاد التمويل ودراسة الجدوى، وتنمية الشركة وتلبية احتياجات السوق عبر متخصصين وخبراء في هذا المجال.
تجربة ريهام في مجال إدارة الأعمال، والقدرة على التوسع والتعلم المستمر، جعلتها واحدة من المتحدثات في الفعاليات المتعلقة بـ "البيزنس" والتجارة، وإنشاء الشركات، ويستضيفها مؤتمر SHE CAN يوم 21 يوليو القادم، ومن أهم النصائح التي تقدمها لصاحبات الأعمال الناشئة، ان يكن لديهن القدرة المستمرة على التعلم والإطلاع، وتحديد خطتهن وأهدافهن، إلى جانب المرونة والقدرة على التكيف.
العمل والقدرة على النجاح وإثبات الذات، لم يجعل ريهام تغفل أسرتها، فهي أم لعُمر، 14 عاما، وجودي، 12 عاما، وتتابع تفاصيل حياتهم، وتحاول التواجد دوما إلى جانبهم، خاصة، بعد رحيل زوجها العام الماضي، فالمشوار لم يكن مشوار سهلا، ولكنه حمل صعاب وتحديات اعتبرتها حافزا لتقدم الأفضل، وتسعى إلى إنجاح شركتها ومشروعها الجديد.
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ٠٥ يوليو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا